فأر المكتبة



ما أعبقَ رائحة الكتب.. خاصةً حين تخرج من المطابع لتوّها.. رائحة الورق تُدوِّخ .. الحبر.. الأغلفة الملونة .. حتّى إنّك تقول ـ على الرغم من الجوع ـ حرام أن تُقضَم هذه الكُتُب .. لكن للأسف الأشياء الجميلة هي التي تُغري بالقَضْم ..

ما هذه الرائحة الأخرى؟ دعونا نستكشف الأمر.. غريب! قطعة

جبن مالحة .. رائحتها تكاد تطغى على رائحة الكُتُب .. مُزيّنة بِحُبيبات سوداء .. يبدو أنّه نوع من البهار.. هل وصل الكرم بالبشر إلى هذا الحد ؟ على مدار التاريخ كانت الوليمة المبالَغ فيها تبعث على الشكّ .. يعتقدون أنّ الفئران غبيّة إلى هذا الحد .. فيضعون السُّمّ هكذا بكل وضوح فوق الجبنة .. ويضعون جميع الاتفاقيّات وراء ظهورهم .. السُّمّ من أسلحة الدمار الشامل .. هذا هو الإقصاء وإلغاء الآخر.. بل محوه من الوجود .. لن أمسّ هذه القطعة مهما بدت مُغرية .


... أنا لا أستطيع مقاومة الكُتُب .. بينما المكتبة بالنسبة للقِطَط السِّمان هي مُجرَّد ديكور.. فلم أسمع في حياتي عن قطِّ واحد


يقضم الكُتُب .. علاقته بالكُتُب لا تتعدّى تشمُّمها .. أو الاستلقاء فوقها والتثاؤب بكسل .. على كُل حال .. الليل لا يزال في أوّله .. أنا أموت في كُتُب الأدب .. سأبدأ بالمُقبِّلات .. هناك دواوين شِعْر في أعلى المكتبة .. لا أدري لماذا يضعون الشِّعْر في الأعلى ؟ سأبدأ بالشِّعْر الحديث .. فهو أخفّ .. وسهل الهضم .. الشِّعْر العمودي يتطلَّب أن أشرب بعده الكثير من السوائل .. حتّى تتحوَّل بطني إلى برميل يلقلق .. الشكل الهندسي للشِّعر العمودي يستفزّني أحياناً .. فهو منضود ومُرَتَّب أكثر مما ينبغي .. بالمسطرة .. قليل من الفوضى لا يضرّ.. بعض الدواوين خالية من الشِّعْر.. صدِّقوني إذا كان هذا شَعراً ـ حتى إنّه يُطبع في دواوين ـ فبإمكاني بكل سهولة أن أقضم الشِّعر.. أقصد أن أقرض الشِّعر.. عجيب .. أحياناً يكون الواحد شاعراً دون أن يدري ! يقولون بأنّ الإختصار شقيق الموهبة .. أَمّا بالنسبة للقصائد الطويلة .. فنعرف أَنَّها وسيلة أولئك الذين لا يستطيعون نظم قصائد قصيرة .. هذا صحيح تماماً .. يقولون أيضاً بأنّ النثر كلام يمشي .. بينما الشِّعر كلام يرقص .. أنا شخصيًّا أقول إنّ بإمكان النثر أن يرقص أيضاً .. هذا يتوقَّف على براعة العازف .

ـ... هذه مجموعة قصصية .. غلافها برّاق .. مُزَيَّن بلوحة تشكيليّة .. لنأخذ منها قَضْمة .. تفو .. لا طعم لها .. عبارة عن قصقصة وتقييد أحوال .. اسمه ثلاثياً .. طويل .. أسمر.. نحيف .. أحول .. أعرج .. رقبته معوجّة .. يسكن في الدور الثالث .. هذه تقارير مُخبرين وليست قصصا ً.

... انتهينا من المقبّلات .. لندخل على الثقيل .. تلك الرواية الضخمة في الأسفل ستكفيني ربّما لعدة أسابيع أو شهور.. يا إلهي ألف صفحة ! من خبرتي في القَضْم أُدرك سلفاً أنّ الروايات

الضخمة لا تخلو أبداً من عشرات الصفحات الخالية من الطَّعْم .. من الصعب قول هذا .. لكن صدّقوني أو جرِّبوا بأنفسكم .. حتى الكُتّاب العمالقة العِظام يتورّطون في هذا .. كلّما قَضَمْتُ رواية ضخمة يتولَّد لدي سؤال :
ــ( ما يُمكن أن يُقال في مائة صفحة لماذا يُقال في خمسمائة ؟ )ــ

ـ هل انتهيت ؟
ـ مَنْ .. القِطّ ؟!
ـ في الواقع دخلتُ المكتبة قبلَك .. كنتُ مُستلقياً في الأعلى أستمع إلى خربشتك من أوّل الليل .. أنت في الواقع تحاور نفسك .. هذا ما يُسمّونه الحوار في غياب الآخر.
ـ الآخر! هذا الآخر الذي تتحدّث عنه لا يُمكن حواره إلاّ في غيابه .. الحوار يقتضي الأمان أولا ً .
ـ سمعتُ كل الهراء الذي تفوّهت به عن القِطط السِّمان .
ـ لَم يكن ذلك هُراءً.. هل تستطيع أن تقول لي كم كتاباً قضمتَ من هذه المكتبة ؟
ـ قضْم الكُتُب لا يعنيني .. مهمتي قَضْم الفئران .
ـ طبعا ً.. تعترف أنّك شرِّير.
ـ وهذا أيضاً هُراء .. أنا لستُ شرّيرا ً.. أنا أؤدّي دوري فقط.
ـ طبعاً .. من السهل قول ذلك .


ـ دعنا من هذه ( الطبعا ً ) .. أستطيع أن أقول لك إنّ الفأر هو الذي أوجد القِطّ .. أو لنقل خَلَقَه .. كما خَلَقَ الخروفُ الذئب .. وخَلَقَ الضفدعُ الثعبان .. الثعبان جائع .. والضفدع مسكين .. فما هو الحل في رأيك ؟ ستُحدّثني عن القسوة والوحشيّة وإلغاء الآخر وكل هذه الترهات التي تعلمتَها من قَضْم الكُتُب .
ـ هل يعني هذا انّــك ستلتهمني هذه الليلة ؟
ـ رُبّما الآن .. هل يُساورك الشكّ في ذلك ؟
ـ لديّ أُمنية أخيرة .
ـ كل أمانيك مُجابة .. هل ستتلو صلاتك ؟
ـ كنتُ أنوي أن أختم وجبتي الليلة بقطعة جبن .. كنوع من التحلية.
ـ لا بأس .. سأنتظر.. لا تعتقد أنني لا أملك قِيَما ً.
ـ لكنك مثل الجميع .. لا تتصرّف وفق قِيَمك .. أوووه .. طعم الجبن حرِّيف بعض الشيء .. انتقل الحرقان إلى رقبتي وإلى بطني .
ـ لماذا تستعجل ؟ تلذَّذ بأكلها كما يحلو لك .
ـ أوووه .. انتهيت .. انتهيت .. أنا مستعد الآن .. حتى دون أن أربط عينَيّ .. أسرع .. أسرع .


ـ في الواقع لستُ جائعاً !
ـ ماذا ؟! إن لَم تنْزل لالتهامي بسرعة فسأصعد إليك .
ـ غريب ! كنتَ منذ لحظة تتحدث عن الشِّرّ والقسوة .. هل تغيّرت قناعاتك بعد قطعة الجبن ؟
ـ أرجوك .. الرحمة .. انزل .. التهمْني !
ـ الفأر يتوسَّل القطَّ ليأكله .. يبدو أنّ مسار التاريخ يشهد في هذه اللحظة انعطافة حادّة.
ـ أتوسَّل إليك .. لَم أعد أحتمل.
ـ ألَم تقضم شيئاً من الواقعيّة في هذه المكتبة ؟ الواقعية السحرية ؟ أو حتى الواقعية القذرة ؟ لأنّك ترزح تحت شعور بالاضطهاد فأنت تُفكِّر وتتصرَّف بعقليّة انتقاميّة .. لستُ في حاجة لقَضْم الكُتُب لأعرف هذا .. قد أبدو مغفّلاً في نظرك .. لكن ليس إلى درجة أن آكل الفئران المسمومة !


 أحمد يوسف عقيلة:

قاص ومدون ليبي وباحث في التراث الشعبي الليبي من مواليد
عام 1958 بأحد نجوع الجبل الأخضر بالقرب من مدينة البيضاء. تحصل على الشهادة الثانوية بالقسم الأدبي، يكتب القصة القصيرة والبحث في التراث، وهو عضو برابطة الأدباء والكتاب الليبيين. قرأ أحمد يوسف عقيلة لعددٍ كبيرٍ من الأدباء والمفكرين منهم الصادق النيهوم والكاتب الروسي تشيكوف. وبفضل قراءاته إضافةً إلى المخزون الموروث والتراثي المتراكم وجد نفسه يكتب الأدب. وربما كان اكتشافه لذلك متأخراً فكانت انطلاقته على المستوى المحلى المنشور خلال تسعينيات القرن الماضي.


ضجيج بلا طبول

بقلم القاصة السورية: صفاء الشلبي



ضجيج ٌ ضجيج، يملأ رأسي….. أصوات ٌ متشابكة ٌ تدق عظام جمجمتي كَرقّاص ِ ساعة مضبوطة على إيقاع ضجيج صاخب.
كنت إذا ما حضرت حفلة عرس، أسمع الأغاني من أصوات أجساد النساء، فأهم لمشاركتهن، أتمايل مع ميلاتهن، أكتسب خبرة في رقصي من تماوج حركاتهن.
وتخرز عيني َّ أفواههن المفتوحة يطل ُّ منها حلاقيم ٌ متدلية تهتز حسب إيقاع الزغرودة …….

أعود إلى بيتي، أحاول إفراغ رأسي من الأصوات !! لكن عبثاً...  تبقى روحي راقصة على مُشاهَدَتهن، تشهق لها مسامعي.
وعندما أجلس على مائدة الطعام أبدأ بتناول طعامي؛ أشعر باللقمات داخل فمي يمضغها، كائناً يخاطبني بلغة لا أفهمها.


أكبس زر التشغيل في مسجلتي بعد أن أضع فيها شريط الكاسيت، تنفتح آفاق ٌ وسيعة في رأسي، تتداخل أصوات الموسيقا إما تتالياً أو تقاطعاً، تعلو وتنخفض، تصخب وتهدأ، أذهب بروحي بعيداً كسمكة تسبح في عمق المحيط، تمُرُّ في طريقها على حيتان لطيفة تملأ المكان سكينة، أو على مجموعة من الأسماك الصغيرة كأطفال ٍ اشتاقت لحناني، وتمرُّ على أسماك قرش ٍ تهاجمني لتأكلني، لكني أهرب منها إلى المحارات واللآلئ المختبئة خلف الصخور البحرية، أسترخي هناك وأتمتّع بجمال ٍ خلاّق. تلك هي رحلتي التي أقوم بها مع بيتهوفين.


أضع رأسي على وسادتي عندما يشتد الظلام، فتهمس  طراوتها بصوت حبيبي الرخيم ينساب عبر صدغي إلى داخل رأسي قائلا:
( أحبك ِ ….. أحبك ِ جداً …. يهاجمني وجهُك ِ، صوتك ِ، ضحكتك ِ، كلماتك ِ، أكاد ُ ألمسك ِ أمامي جسدا ًو روحا ً، ولأني أكاد فإن جنونا ًوهلوسة ً تكاد تصيبني !! كالممسوس ِ أهرب ُ منك ِ إليك ِ عبر أنفاقٍ تجهل أين منك ِ وأين إليك ِ . . . . إني أحبك ِ ……… ) .
في صباح كل يوم توقظُني زقزقة العصافير حتى يكاد رأسي ينفجر من كثافتها وغزارتها، أهب ُّ لرؤيتها واقفة ً على أشجار حديقة منزلنا . . . يشرق في عيوني نهارٌ جديد، ويولدُ من رحم الشمس أمل ٌ جديد.
أُباشرُ في قراءة رواية أو مجموعة قصصية، أسافر بين الصفحات أتقمّص كلَّ الشخصيات، أشعر بهمومها، بغضبها، أصرخ عنها، أقول عنها، وكل ُّ كلمة تتفوّه بها تلامس بوقعها روحي، أواسيها لأحزانها وأفرح لأفراحها، وبعد انتهائي من قراءة الكتاب تبقى الشخصياتُ بشحمها ولحمها داخل رأسي تمارس حياتَها، وأصواتُها تبعث الضجيج في رأسي وروحي.
أجلس كي أتابع المسلسل اليومي على شاشة التلفاز، يرتعش جسمي، وتتوتر روحي من أحداثه الدرامية، صراعات ٌ ومشاجرات ٌ ومشاحنات ٌ تعلو فيها الأصوات لينتفخ رأسي بضجيجها، وكلما كانت انفعالاتهم أقوى وأعنف، كلما كانت الأصواتُ أعلى، أما حين تذبلُ عيون الممثلين لينساب الدمع منها حزنا ًوقهرا ً، فإن َّ قلبي ينفطر عليهم مشاركا ًإياهم مصيبتهم، وتصرخ ملامحهم الحزينة في عيوني لتجحظ َ ذاهلة ً من علوّ أصواتهم المقهورة.
وفي فصل الشتاء أشاهد البرق فأشعر بالرعد يزلزل دمائي يصرخ متجهماً في وجهي فتتكاثر الضوضاء في رأسي وينبض قلبي بسرعة أكبر!! أشعر برهبة وأسبح من يسبح الرعد بحمده،
لكن صوتَ الرعد يعلو غضبُه كلما أضاء البرق ُ السماء بنور أقوى .


هكذا تقتحمني الأصوات ُ . . . . من كل ِّ صوب، من كل لون، من كل كائن . . . . .
والضجيج لا يمل ُّ من استيطان رأسي.
ذات إشراقة ٍ للتفاؤل، ركع َ الضجيج ُ بين تلافيف دماغي، وخشعت الأصوات في رأسي، عندما شاهدت أمّي وهي تومئ ُ لي بإشارات الصُّم والبكم قائلة:
( الحمد لله يا بنيتي !! هاتفني الطبيب وقال لي أن الأمل َ كبيرٌ !!! فاستعدّي لعمليتك ِ بعد يومين، قد يعود إليك ِ سمعُك ِ ونطقُك ِ من جديد ).





انت امبراطور

من كتاب الشيطان يحكم


لا تصدقني إذا قلت لك إنك تعيش حياة أكثر بذخاً من حياة كسرى أنو شروان.. وإنك أكثر ترفاً من امبراطور فارس. وقيصر الرومان. وفرعون مصر.. ولكنها الحقيقة.

إن أقصى ما استطاع فرعون مصر أن يقتنيه من وسائل النقل كان عربة كارو يجرها حصان..
وأنت عندك عربة خاصة، وتستطيع أن تركب قطاراً، وتحجز مقعداً في طائرة!
وإمبراطور فارس كان يضيء قصره بالشموع و قناديل الزيت.. وأنت تضيء بيتك بالكهرباء!
وقيصر الرومان كان يشرب من السقا.. ويحمل إليه الماء في القرب.
وأنت تشرب مياهاً مرشحة من حنفيات ويجري إليك الماء في أنابيب!
وهارون الرشيد كانت عنده فرقة موسيقية تعزف له في أوقات
لهوه وفراغه.
وأنت عندك مفاتيح الراديو توصلك إلى آلاف الفرق الموسيقية، وتحمل إلى أذنك المبهج والمطرب والممتع من كل صوت وكل فن!
والإمبراطور غليوم كان عنده أراجوز..
وأنت عندك تليفزيون يسليك بمليون أراجوز.
وعندك السينما سكوب!
ولويس الرابع عشر كان عنده طباخ يقدم أفخر أصناف المطبخ الفرنسي..
وأنت تحت بيتك مطعم فرنسي، ومطعم صيني، ومطعم ألماني، ومطعم ياباني، ومحل محشي، ومحل كشري، ومسمط، ومصنع مخللات ومعلبات، ومربات وحلويات!

وقارون أغنى أغنياء العالم يقول لنا التاريخ إن كل ثروته لم تكن
تزيد على مائتين من الجنيهات بالعملة النحاسية.. وهو مبلغ تستطيع أن تكسبه الآن في شهر.

وجواري الخليفة تجدهن الآن معروضات في بيجال بباريس بعشرة فرنكات للواحدة.. شقر وسمر وسود وبيض من كل لون أوكازيون.

و مراوح ريش النعام التي كان يروح بها العبيد على وجه الخليفة في قيظ الصيف ولهيب آب، عندك الآن مكانها مكيفات هواء تحول بيتك إلى جنة بلمسة سحرية لزر كهربائي!

أنت إمبراطور..
وكل هؤلاء الأباطرة جرابيع وهلافيت بالنسبة لك..
ولكن يبدو أننا أباطرة أغبياء جداً.. ولهذا فنحن تعساء جداً برغم النعم التي نمرح فيها.


فمن عنده عربة لا يستمتع بها، وإنما ينظر في حسد لمن عنده عربتان.. ومن عنده عربتان يبكي على حاله، لأن جاره يمتلك طائرة.. ومن عنده طائرة يكاد يموت من الحقد والغيرة لأن أوناسيس عنده مطار.. ومن عنده زوجة جميلة يتركها وينظر إلى زوجة جاره..

وفي النهاية يسرق بعضنا بعضاً، ويقتل بعضنا بعضاً حقداً وحسداً.

ثم نلقي بقنبلة ذرية على كل هذا الرخاء.. ونشعل النابالم
في بيوتنا.. ثم نصرخ بأنه لا توجد عدالة اجتماعية.. ويحطم الطلبة الجامعات.. ويحطم العمال المصانع..
والحقد – وليس العدالة – هو الدافع الحقيقي وراء كل الحروب.

ومهما تحقق الرخاء للأفراد فسوف يقتل بعضهم بعضاً، لأن كل واحد لن ينظر إلى ما في يده، وإنما إلى ما في يد غيره، ولن يتساوى الناس أبداً.

فإذا ارتفع راتبك ضعفين فسوف تنظر إلى من ارتفع أجره ثلاثة أضعاف، وسوف تثور وتحتج، وتنفق راتبك في شراء مسدسات.

لقد أصبحنا أباطرة.. هذا صحيح.. ولكننا مازلنا نفكر بغرائز حيوانات.

تقدمنا كمدينة وتأخرنا كحضارة.. ارتقى الإنسان في معيشته.. وتخلف في محبته..

أنت إمبراطور.. هذا صحيح.. ولكنك أتعس إمبراطور..




مصطفى محمود ( 1921 - 2009):

فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف وينتهي نسبه إلى الامام علي زين العابدين (ع). درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973. رزق بولدين هما "أمل" و"أدهم". تزوج ثانية عام 1983  وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام1987.

قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود".


أثرى مصطفى محمود المكتبة العربية بـ89 كتابا، منها 25 فى الفكر الإسلامى، أشهرها «الله والإنسان» و « إبليس» والبقية في مختلف المجالات العلمية والدينية والفلسفية والسياسية والاجتماعية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ومن الطريف أنه كان يكتب على سريره وليس على مكتب كالمعتاد بين الناس.

الرجل الذي اثار الجدل حول ايمانه وكفره تعرض لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) وطلب عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر!..إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب.

ثم لم يبق أحد أو "عشرة عبيد صغار" ل أغاثا كريستي


 وسُميت ايضاً ب "جزيرة الموت"
And then, there were none


عشرة أشخاص غرباء عن بعضهم لا يجمعهم أي قاسم مشترَك، تصلهم دعوات غامضة إلى جزيرة صغيرة، مقفرة معزولة وبعيدة جداً عن شاطئ ديفون شمالي انكلترا. يصل الاشخاص العشرة
بأوقات مختلفة، ويجتمعوا في المنزل الوحيد الموجود على تلك الجزيرة.

وفجأة خلال تناول العشاء يُعلمهم غراموفون غامض بأنهم العشرة مذنبون بجرائم قتل ، بالرغم من أنه في حالتهم، لا يمكن للقانون أن يتعامل مع جرائمهم.

الاول :
أنتوني مارستون، شاب عابث متهور يُحب ثلاثة أشياء في الدنيا: السيارات السريعة، النساء، والخمر. عينة مثالية تقريباً لشاب وُلد في عائلة ثرية. مغرور وأناني. 
* كان مسؤولاً عن موت طفلين بطريقته المستهترة في القيادة، وبدلاً من أن تتم مُقاضاته بشكل عادل، سُحبت منه رخصة قيادته لفترة قصيرة. 

الثاني:
السيدة إيثل روجرز، مدبرة منزل وطاهية متوترة. واحدة من أوائل الواصلين إلى الجزيرة. محترمة ومؤثرة، لكنها تبدو كما لو كانت خائفة من شيء ما، ودائماً تنظر خلف كتفها بدون سبب. 
* أهملت عن عمد العناية بمستخدم مريض، حيث توفي بعد ذلك.

الثالث :
الجنرال جون ماك آرثر، أحد أبطال الحرب العالمية الأولى المتقاعدين. وحيد لكنه رجل فخور فقد التواصل مع أصدقائه القدامى في الجيش، ويحتفظ ببعض الهياكل العظمية في خزانته.
* أرسل عشيق زوجته في مهمة انتحارية أثناء الحرب. 

الرابع :
السيد توماس روجرز، رئيس الخدم وزوج السيدة روجرز. أحد أوائل الناس الذين وصلوا الجزيرة. محترم ومؤثر، وبلا مخيلة. يمثل نمط رؤساء الخدم الإنجليز القدامى بالضبط. لكن المظاهر قد تخدع. 
* أهمل عن عمد العناية بمستخدم مريض، حيث توفي بعد ذلك.

الخامس :
إيميلي برينت، آنسة متقدمة في السن، ومتشددة دينياً. لها مبادئ تخلو من الإيثار وتستخدم الإنجيل لتبرير أي تصرف. غير قادرة على إبداء التعاطف والتفهم للآخرين. 
* خادمة الآنسة برينت قتلت نفسها بعد أن طردتها الأخيرة بقسوة من المنزل عندما حبلت بغير زواج. 

السادس:
القاضي لورنس وارغريف، "قاضي المشنقة"، قاضٍ متقاعد مشهور بالعديد من أحكام الموت خلال مسيرته المهنية. 
* حكم على اكثر من متهم بريء بالإعدام. 

السابع:
دكتور إدوارد آرمسترونغ، جراح شهير، شق طريقه إلى أعلى السلم الاجتماعي، وأصبح تعباً من طول ساعات العمل. مُدمن بشدة، وهذا الإدمان ورطه في العديد من المشاكل. 
* تسبب بموت مريضة بعملية جراحية أجراها لها وهو ثمل. 

الثامن:
ويليام بلور، مفتش شرطة متقاعد يعمل محققاً خاصاً في الوقت الحالي. رجل ضخم جداً حل سلسلة من قضايا السطو خلال عمله في الشرطة، ولم يكن صادقاً تماماً بشأن طرقه. 
* كذب تحت القسم في محاكمة أحد المتهمين بالإنتماء إلى عصابة لإدانته، وبعدها مات الرجل في السجن. 

التاسع:
فيليب لومبارد، جندي مرتزق، سافر إلى معظم أنحاء العالم واكتسب سمعة بأنه رجل جيد في المآزق، أبحر كثيراً، وله علاقة بأحداث تتعلق بنشاطات مشبوهة. 
* ترك مجموعة من السكان الأصليين للبلاد يموتون في حرش إفريقي.

العاشر:
فيرا كلايثورن، معلمة ومربية سابقة أجبرت على تولي أعمال السكرتارية منذ أن توقف عملها الأخير كمربية. وظروف انفصالها عن حبيبها ضبابية وغامضة. 
* أرسلت صبياً كان في رعايتها عن عمد ليسبح بعيداً عن الشاطئ ويغرق، والبراءة كانت من نصيبها بسبب ظروف القضية.


يقارن نزلاء الجزيرة أسباب وظروف استضافتهم فيكتشفون أنهم جميعاً جاءوا لأسباب مزيفة، وأن الذي جاء بهم يعرف الكثير عن حياة كل منهم. ويكتشفون أيضاً أنهم عالقون في جزيرة بعيدة جداً عن الشاطئ، ولا يمكنهم الخروج منها.


في الليلة الأولى يموت أنتوني مارستون بالسم، وفي الصباح لا
تستيقظ السيدة روجرز، بسبب جرعة مفرطة من عقارها المنوم. ويتوالى موت الشخصيات لأسباب غامضة، بشكل يتبع أُغنية معلقة على جدار غرفة كل منهم. وعلى طاولة في غرفة الجلوس كانت هناك صينية عليها عشرة تماثيل صغيرة لهنود، كانت تنقص واحداً كلما مات أحدهم.





كلمات الأغنية:
عشره عبيد صغار تعشّوا سوى بالدار ............... بالسم واحد مات وبقيوا تسعة صغار

تسعة عبيد صغار ناموا بهوني نهار----- واحد منهن ما فاق وبقيوا تماني صغار

تماني عبيد صغار راحوا سوى مشوار----- واحد منهن ضاع وبقيوا سبعة صغار

سبعة عبيد صغار عم يقطعوا الأشجار ----- واحد انقطع تنين وبقيوا ستة صغار

ستة عبيد صغار لعبوا بنحل طيار -----   واحد بعقصة مات وبقيوا خمسة صغار

خمسة عبيد صغار أحكامهن يا ستار ----- واحد غفي عالقوس وبقيوا أربعه صغار

أربعة عبيد صغار سبحوا ببحر غدار----- الحوت بلع واحد وبقيوا ثلاته صغار

ثلاثة عبيد صغار بغابة الأشرار ----- الدب كمش واحد وبقيوا اتنين صغار

اتنين عبيد صغار عم بيلعبوا بالنار ----- حرقت عبد مسكين بقي واحد بالدار

عبد لوحدو محتار متل الأخوت صار -----  شنق حالو يأسان وماتوا العشرة صغار

رابط الأغنية ---------------------------   https://www.youtube.com/watch?v=BYta6K2jpWY


في النهاية يموت الجميع، وعندما تحضر الشرطة تجد الجزيرة فارغة إلا من عشر جثث، دون أن يمكن حل اللغز وكشف
المجرم. ولكن المجرم (المهووس) بالرغم من انه ارتكب جرائم كاملة لا يمكن حل الغازها، الا انه اراد ان تعرف الاجيال القادمة مدى ذكائه ودهائه فقام بكتابة رسالة ووضعها في زجاجة تكشف تفاصيل الجرائم فيما بعد، وتخبر عن القاتل الحقيقي الذي كان أحد القتلى وهو القاضي لورنس وارغريف (القتيل السادس ولكنه لم يمت في حينه اذ انها كانت تمثيلية لخداع الباقين).
وقد حاول أن يصبغ جرائمه بصبغة العدالة، ونفذ بهم الحكم بأبشع صوره فمن كانت جريمته أخف وطأة قتله أولاً حتى لا يعاني من الخوف والقلق الذي سوف يعانيه، ومن كانت جريمته تستحق عقاباً أشد، قتله آخراً، وهكذا سارت الخطة وقتل الجميع، وأخيراً قتل نفسه بطريقة لا يظهر بها بأنه منتحر، في محاولة منه لتطبيق عدالته هو وليس عدالة القانون.

أبدعت أغاثا في في هذه الرواية حقاً، وإن كان من أمر يجعلها عظيمة، فهو استحالة التنبؤ بالنهاية، فضلاً عن اكتشاف المجرم. 


وقد تُرجمت القصة الى معظم لغات العالم. وحُولت إلى فيلم أكثر من مرة، والى مسلسل لبناني عُرِض على تلفزيون لبنان عام 1974.




أغاثا كريستيAgatha Christie :
(1890 -  1976) هي كاتبة وروائية إنكليزية، اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية لكنها أيضا كتبت روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت ( Mary Westmacott) تعد أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت أكثر من
مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات.
تقول عن نفسها: إنني قضيت طفولة سعيدة إلى أقصى درجات السعادة، فكان لي متسع من الوقت لكي أتجول في حديقة الازهارالواسعة وأسيح مع الاسماك ماشاء لي الهوى.!! وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى التأليف، فقد كانت سيدة ذات شخصية ساحرة ،ذات تأثير قوي وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن أطفالها قادرين على فعلِ كلِ شيء وذات يوم وقد أصبت ببرد شديد ألزمني الفراش قالت لي:‏ ـ خير لكِ أن تقطعي الوقت بكتابة قصة قصيرة وأنت في فراشك.‏ ـ ولكني لا أعرف.‏ ـ لا تقولي لا أعرف، ‏ وحاولت ووجدت متعة في المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصاً قابضة للصدر.!! يموت معظم أبطالها.!! كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها، عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثمَّ خطر لي أن أكتب رواية بوليسية، ففعلت واشتد بي الفرح حينما قُبِلت الرواية ونُشرت.
تقدّم لها عدد من الخاطبين الأثرياء والفقراء... رفضتهم جميعاً، حتَّى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني (أرتشي كريستي) عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، ولكن زواجها منه فشل.
تربعت أجاثا كريستي على عرش الرواية البوليسية الإنكليزية دون مزاحمة، وقارئ كريستي بالإنكليزية يلحظ دون أدنى شك أنها استخدمت لغة وسطى سلسة وسياله، أنها لم تكتب بلغة (شكسبيرية) عالية رغم أنها ارتقت بأعمالها عن مستوى الإنكليزية المتداولة أعني لغة المحادثة اليومية ولعل هذا يفسر رواج قصصها ورواياتها لدى الأوساط الشعبية في بريطانيا وأوروبا وما وراء البحار، كما يفسر سهولة ترجمتها إلى مختلف لغات العالم.‏

أعمالها:

1920 القضية الغامضة في ستايلز 

1922 العدو الغامض 

1923 القتل على صلات 

1924 الرجل ذو البدلة البنية 

1925 أسرار المداخن 
1926 مقتل روجر أكرويد 
1927 الأربعة الكبار 
1928 لغز القطار الأزرق 
1929 لغز الأقراص السبعة 
1929 شركاء في الجريمة 
1930 جريمة في بيت الكاهن 
1931 لغز سيتافورد
1932 خطر في البيت الأخير 
1933 موت اللورد إدغوار 
1934 جريمة قتل في قطار الشرق السريع 
1934 لماذا لم يسألوا إيفانز؟
1935 مأساة من ثلاثة فصول 
1935 الموت بين السحاب 
1936 جرائم الأبجدية 
1936 جريمة في بلاد الرافدين 
1936 الورق على الطاولة 
1937 الشاهد الأخرس 
1937 الموت على النيل 
1938 موعد مع الموت
1938 كريسماس 
1939 الجريمة سهلة 
1939 ثم لم يبق أحد 
1940 أشجار الشربين الحزينة 
1940 إبزيم الحذاء 
1941 شر تحت الشمس 
1941 إن أو إم؟
1942 الجثة في المكتبة 
1942 خمسة خنازير صغيرة
1942 الإصبع المتحرك 
1944 نحو الصفر 
1944 في النهاية يأتي الموت 
1945 بريق السيانيد 
1946 الأجوف
1948 ركوب التيار
1949 البيت الأعوج 
1950 أعلنت الجريمة
1951 لقاء في بغداد
1952 موت السيدة ماغنتي 
1952 خداع المرايا 
1953 بعد الجنازة 
1953 جيب مليء بالحبوب 
1954 المصير المجهول
1955 هيكري ديكري دوك
1956 مبنى الرجل الميت
1957 قطار 4.50 من بادنغتون
1958 محنة البريء
1959 قطة بين الحمائم 
1961 الحصان الأشهب
1962 المرآة المتصدعة 
1963 الساعات 
1964 لغز البحر الكاريبي 
1965 في فندق بيرترام 
1966 الفتاة الثالثة هرقل بوارو
1967 ليل لا ينتهي
1968 وخز الأصابع 
1969 حفل الهالوين 
1970 مسافر إلى فرانكفورت
1971 المحتوم
1972 الأفيال تستطيع أن تتذكر 
1973 نوازل القدر 
1975 الستارة 
1976 الجريمة النائمة
Twitter Bird Gadget