ملخص قصة كوخ العم توم

حصلت هذه القصة قبل تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية..... في ولاية كنتاكي وفي احدى المزارع الكبرى.



كوخ صغير في حديقة منزل كبير يقطن به العم توم والعمة كلو وأولادهما نراه في بداية القصة ثم نراه في آخرها والقصة برمتها تقع في أماكن أخرى.
العم توم هو عبد لسيده السيد شلبي وكان توم مخلصاً بعمله ووفي ومتقناً في ادائه ويدير المزرعة بانتظام وكان الجميع يحبونه ويقدرونه فقد امتاز توم بانه قوي البنية عريض الصدر مفتول العضلات اسود اللون، ملامح وجهه تدل عن رصانة وثبات وحس مرهف.  يُباع العم توم الرجل الطيب الأمين الصدوق المخلص لسيده لأن سيده في ضيق مالي فالعم توم رجل محبوب من سيده ومحل ثقته ولكن الديون تتثاقل على الرجل حتى يُفرّط في الخادم الأمين. تحزن الأسرة المالكة والأسرة المملوكة من الخبر، يتصبر العم توم ويرجع أمره إلى الله ويباع أيضاً في تلك الصفقة بعض الخدم إمرأة وابنتها.
تنوي المرأة الهرب وتحث العم توم على ذلك فلا يستجيب لها لأنه
مخلص لسيده فلا يهرب ولكن المرأة تهرب، رحلة هروبها تدمي القلوب.
أما العم توم يركب الباخرة التي يحمل فيها العبيد ليباعوا في ولاية أخرى، تلك هي الولايات المتحدة الأمريكية وتلك كانت قصة ثرائها، تسخير العبيد في الزراعة والعمل بالحقول ومعاملتهم بقسوة وسن القوانين وتشريع الشرائع التي تمكن الرجل الأبيض من استعباد أي لون آخر من الرجال.
وفي الباخرة يتعرف توم بطفلة رقيقة تسمى ايفا تتحدث الطفلة إلى توم حين تراه مكتئب وعلى وجهه علامات الأسى وتوعده وتبشره
أن أباها سوف يشتريه وسوف يُعامل معاملة حسنة في بيتهم. وفعلا يشتريه أبوها وينتقل توم إلى سيده الجديد أما الطفلة ايفا فهي محور
آخر من المحاور المهمة التي بنت عليها الكاتبة قصتها فهي طفلة لا ترضى بالقسوة والظلم الذي يلاقيه الإنسان من أخيه الإنسان وكذلك أبوها ولكن امها غير ذلك فالأم ترى الفارق بين الجنسين الأبيض والأسود.
تمر الأيام تنمو فيها ايفا ولكن ينمو معها المرض الذي أصاب صدرها وتبدأ رحلة النهاية، نهاية ايفا الطفلة الصغيرة التي يحبها كل الخدم وكل من يراها ولا تترك ايفا الدنيا إلا بعد أن تعطي الجميع درساً في الحياة، درساً في الحب، فوصف موت ايفا ومشهده وصلت به الكاتبة إلى ذروة المشاعر الإنسانية إلى نقطة على كل عاقل أن يتفكر فيها ماذا يأخذ معه عندما يموت وماذا يترك.
 
تقص ايفا من شعرها خصلات وتوزعها على كل الخدم وتعقد معهم اجتماع تعلن لهم قرب موتها وتدعوهم الى التعاون في غير جزع من الموت بل شوق، والخدم وقوف يحبسون الدمع من شدة التأثر، ثم تمر أيام وترسل ايفا زفرة تنتقل بها من الحياة الى الموت، ومن الموت الأرضي إلي الحياة الأبدية. وقبل موتها حثت أباها على بذل جهده في إعتاق العبيد، وتمر الأيام في حزن على ايفا وفي هذه الأثناء يقترب اباها أكثر فأكثر من توم الذي كانت تحبه ايفا ويعده بأنه سوف يعتقه وسوف يأخذ في إجراءات ذلك فيتهلل وجهه بالبشر والفرح، ويتذكر زوجته كلو وأولاده ويتذكر وعد سيدته
(السابقة) أنها سترسل المال لفديته ويتذكر جورج سيده الصغير (السابق) الذي حزن على بيعه بل وانزعج من فعل ذلك دون علمه ووعده أيضاً بأن يشتريه مرة أخرى وأعطاه دولاره الفضي ليتذكر وعده.
ومرت الأيام سريعة وحال سيده (الجديد) في انحدار ونسي ما وعد ابنته من السعي في تحرير العبيد ونشر هذا الموضوع والدفاع عنه وفجأة مات الرجل ليباع توم مرة ثالثة، فلم يحرر الرجل  العم توم قبل موته. ولكن في هذه المرة يباع توم الى رجل قاسي الطبع غليظ الفؤاد يعامل توم أسوأ معاملة وتبدأ من هنا رحلة توم في العذاب الحقيقي عذاب العبودية فيُضرب ويهان. وفي الجهة الأخرى من الكوخ حيث سيده القديم، تتحرك العمة كلو (زوجة توم) لتذكر سيدتها بأمر توم وتطلب منها ان تسمح لها بأن تعمل بالاجرة لدى صانع الحلوى حتى تفتدي توم فتوافق سيدتها وتدخر لها كل النقود التي تكسبها من عملها مع صانع الحلوى. كم يكفي من العمل لتفتدي العم توم خمس سنوات من العمل الشاق مع توفير كل قرش.

  وفي البيت (الجديد) الذي يعيش فيه توم تتجلي أسوأ مشاهد العبودية. ليبدأ جزأ آخر مثير في القصة وهو الحيلة التي تمارسها
المرأة وفتاة صغيرة معها للهرب. يشدد السيد الغليظ القلب على
العم توم فيلهب ظهره بالسياط حتى يعترف بما يعرف من هرب المرأتين، ولكن توم لا يتكلم ويزداد الأذى التنكيل بتوم الرجل العجوز المسكين حتى تظهر علامات الموت عليه، ويموت توم. وفي تلك الأثناء يعلم جورج (ابن سيده القديم) بمكان توم فيذهب ليشتريه ولكنه يجده قد مات، فيأخذه من سيده ليدفنه في مكان يليق به، ثم يعد توم في قبره بأنه سيبذل جهده في تحرير العبيد وإزالة وصمة العار التي لحقت بالبشرية من هذا الفعل الشنيع، ثم يعود ليخبر الجميع بما حدث فتذهل العمة كلو وتحزن سيدتها.
وفي الختام يقوم جورج باستدعاء الخدم ويعيد عليهم المشهد الأخير من موت العم توم ويخبرهم بانه اقسم وهو على قبر توم ان لا يمتلك عبداً ... اطلاقاً ... ويقوم بتحرير عبيده .... ويقول لهم: "انطلقوا إلى الحرية ولكن تذكروا انكم مدينون لذلك الرجل الطيب العم توم وردوا ذلك الجميل لزوجته وأبناءه وفكروا بحريتكم كلما رأيتم...كوخ العم توم واجعلوه نصباً تذكارياً لكي تسيروا على خطاه وكونوا مؤمنين وأوفياء"
وهكذا تنتهي القصة التي هي من أشهر الروايات في الادب الأمريكي. حيث صورت فيها صاحبتها حياة الزنوج الأمريكيين قبل الحرب الأهلية، فألهبت أصحاب النفوس الكريمة وأثارت الرأي العام الأمريكي ضد المظالم التي تحل بتلك الفئة من المواطنين. وبعد ذلك غدا اسم الكاتبة رمزا للمحبة الخالدة تباركه ملايين الشفاه وتمجد العمل الذي قامت به.




 هاريت بيتشر ستاو Harriet Stowe :

روائية أميركية (1811 - 1896)، اشتهرت بكتاباتها المعارضة
للعبودية. نشرت في عام 1852 رواية كوخ العم توم، مصورة من
خلالها معاناة العبد الاسود  في الولايات المتحدة الاميركية. وقد كانت هذه الرواية الكتاب الأكثر مبيعاً في القرن التاسع عشر.

بعد صدور الكتاب بأقل من عشرة أعوام، اندلعت الحرب الاهلية الاميركية  بين الشمال والجنوب (1861 - 1865)، على خلفية قانون الغاء الرق. لقد كانت هذه الرواية ذات أثر عظيم على الوجدان الأميركي، لدرجة أنه يُقال ان الرئيس إبراهام لينكولن، قال عندما قابل هاريت ستاو: "إذاً فهذه هي السيدة الصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة"

4 comments:

  1. الشكر الجزيل لما تقدمه المدونة..كوخ العم توم قصة من الخالدات في نصرة المظلوم..شكرا سيدي

    ReplyDelete
  2. شكر ا لكم على كل هذه المعلومات

    ReplyDelete
  3. علي بلمدرسه الخصها وانتو ساعدوني شطرا كثير.

    ReplyDelete

Twitter Bird Gadget