ملخص رواية ذاكرة الجسد

  ل أحلام مستغانمي


 بطلا الرواية خالد "الراوي" وحياة التي من أجلها كُتِبَت الرواية، حيث يقرر خالد ان يخّط قصته مع الوطن ومع بلدته قسنطينة اللذان جسّدتهما حياة في ملامحها وطباعها.
خـالــــد شخصية محورية، تمثِّل الماضي والتضحيات الصادقة في سبيل الوطن، كما تُمثِّل أيضاً المعاناة على جميع المستويات  والأصعدة السياسية والاجتماعية والنفسية والتاريخية. فهو ثوري شارك في ثورة الجزائر وبترت يده اليسرى أثناء الثورة، ولكنه بعد الاستقلال وتغير الصورة لم يعد يرى بلاده كما حلم بها بل بدأ يشعر باغتراب أطبق على صدره فجزائره التي حلم بها دائماً لم تعد تتسع لمثله من أصحاب المبادئ الذين لم تتبدل جلودهم بعد الثورة، ما دفعه إلى ترك بلاده قاصداً فرنسا، ليعيش فيها فترة طويلة.

  بعد ثلاثة أسابيع من عودة خالد إلى أرض الوطن ليواري أخاه حسان الثرى، والذي توّفى في أحداث أكتوبر 1988 برصاصة طائشة. يقرر أن يكتب حكايته مع حياة التي تمناها عروساً له فكانت لغيره. ولأنه تذّكر قولها:" أننا عندما نكتب عن من نحبّهم  فإننا في الحقيقة نقتلهم ونمحوهم من ذاكرتنا إلى الأبد" قرر خالد ان يقتل حياة وإلى الابد!.

خالد من الرجال  الذين لم يتوانوا للحظة  عن حمل السلاح عند اندلاع الثورة، كيف لا وهو جار سي الطاهر, أحد قادة الثورة  وشهدائها، كان خالد يرى فيه الأخ والجار والجندي المدافع عن وطنه.
يروي خالد أنّه التحق بالثورة بعد وفاة أمه فوجد سي الطاهر الذي علمه النضال وما لبث خالد ان كسب ثقة رئيسه فأصبحت تسند إليه العمليات الخاصة والصعبة. وفي إحدى المعارك يصاب خالد
في ذراعه اليسرى حيث اقتضت الضرورة أن تبتر وبالتالي يحال خالد على الحياة المدنية حيث كانت تونس ملجأ المعطوبين من جيش التحرير. وعند مغادرته يأتيه سي الطاهر ليطمئن عليه ويودعه وفي الوقت نفسه يحمّله أمانة إلى أمه وورقة فيها إسم المولودة مند شهور يكلفه بتسجيلها في دار البلدية كان ذلك في سنة 1956 وبعد أربعة سنوات من هذا التاريخ يسقط سي الطاهر شهيداً في ساحة الفداء تاركاً وراءه أمّاً وزوجة ثكلى تجرّ معها حياة ستة سنوات وناصر عامين.
  بعد الاستقلال انفصل خالد عن عائلة سي الطاهر ليواجه كل طرف قدره. فخالد هاجر إلى فرنسا لأنّه رأى نفسه في نظام يخالف قناعته والمبادئ التي قامت من أجلها ثورة التحرير. ثم تمرّ السنين مرّ السحاب، وها هو اليوم في باريس يعرض لوحاته على الجمهور لم يكن يعلم أنّ القدر سيجعله في اختبار. المعرض قائم والزوار يتكاثرون وإذ به يلمح فتاتين تدخلان المعرض، ملامحهما جزائرية بل قسنطينية بدون مقدمات إحداهما حرّكت أحاسيسه كأنّه يعرفها منذ أمد بعيد، رغبة شديدة تدفعه كي يقترب منهما فيقترب ويسأل والمفاجئة إنّها هيّ تلك الصغيرة التي طالما لعبت على حجره هاهي قد أصبحت امرأة كاملة الأنوثة إنّها حياة الاسم الذي اختاره خالد أن يسميها به. 

مند ذلك اللقاء يروي خالد تطورت علاقته مع حياة فهي التي جاءت الى المعرض لتلتقي برجل لازم أباها ليحكي لها عنه كإنسان بمساوئه وحسناته لا كما يحكون عنه كبطل خارق لا يتألّم لا يشكو، لتتطور العلاقة إلى رغبة وعشق وحلم وغّيرة وخيبة
وحقد. وينتابه شعور عارم بالحب تجاه تلك الفتاة التي تصغره بخمسة وعشرين عاماً، تبادله مشاعر، هو نفسه لا يدري إن كانت مشاعر حب، أم مشاعر ارتياح، أم أنها وجدت فيه أباً يعوضها عما فقدته باستشهاد والدها سي الطاهر. أحبها خالد لدرجة العشق الجنوني وكانت في بعض الاحيان تمنحه أمل أنها تبادله نفس الحب، واستمر على ذلك الأمل حتى جاءته دعوة من عمها "سي الشريف" ليحضر حفل زفافها، ويومها احس بشعور غريب من الألم ممزوج بشعور آخر بالدهشة، فحلمه الذي عاش على أمل أن يتحقق في يوم ما يضيع منه في لحظة، بل وفي ظل هذا الضياع يُطلب منه حضور ضياع حلمه بنفسه. فتتزوج من احد المسؤولين العسكريين والذي تلوكه الألسنة بالفساد واستغلال النفوذ.

 فالرواية بدأتها مستغانمي حيث انتهت، فقد بدأت الرواية بعرض
للزمن الحاضر حيث مكان وجود خالد في قسنطينة، ثم رجعت بنا إلى الوراء من خلال قيام خالد أثناء مكوثه في قسنطينة باسترجاع الأحداث التي رافقته منذ كان مشاركاً في الثورة مع الأبطال ضد الاحتلال الفرنسي إلى أن عاد من فرنسا إلى قسنطينة ليقيم مع زوجة أخيه بعد وفاة أخيه حسان وكان ذلك عام 1988. 


  وهكذا أنهى خالد روايته عن حياة في كتاب خطّته أحلام مستغانمي تحت عنوان ذاكرة الجسد.

وقد قال نزار قباني عن الرواية:
" الرواية دوختني، وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة ان النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي. ولو ان أحداً طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة. 

صدرت الرواية سنة 1993 في بيروت وقد بيع منها حتى الآن أكثر من 3 ملايين نسخة. مع الاشارة الى ان الرواية صورت في عمل تلفزيوني من إخراج المخرج الكبير نجدت أنزور. صدر عن الرواية ما لا يحصى من دراسات واطروحات جامعيّة عبر العالم العربي.


أحلام مستغانمي ( 13 أبريل 1953 ):
 كاتبة جزائرية، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق
الجزائري حيث ولد أبوها وقد كان  مشاركاً في الثورة الجزائرية، عرف السجون الفرنسية، بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة،  انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.

مؤلفاتها:
على مرفأ الأيام عام 1973.
كتابة في لحظة عري عام 1976.
ذاكرة الجسد عام 1993. ذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية.
فوضى الحواس 1997.
عابر سرير 2003.
مقالات أحلام مستغانمي.
نسيان دوت كوم2009.
قلوبهم معنا و قنابلهم علينا2009. 
 
للمزيد: https://en.urlr.me/G3pBS


6 comments:

  1. وأنا أيضاً كمثل نزار قباني روايتها دوختني... فقط بهرني دانتيل لغتها الذي زين ثوب الكلمات

    ReplyDelete
  2. ماذلت لم ابدأ في قرائتهتا ولكني اصبحت متشوقاً اكثر لإبتلاع تلك الروايه وبنهم.. كمثيلاتها من روائع تلك ال أحلام.

    ReplyDelete
  3. انت مبدعة يااحلام لكن في عقلك وفهميني

    ReplyDelete
  4. مبدعة احلام اتمنى لكي مزيد من النجاح في حياتك ان شاء الله

    ReplyDelete
  5. مبدعة احلام اتمنى لكي مزيد من النجاح في حياتك ان شاء الله

    ReplyDelete

Twitter Bird Gadget