تمت اللعبة



تدور الأحداث حول بيار دومين، زعيم مجموع

من المتآمرين العمال الثائرين ضد الحاكم

 العسكري، ورحلته بين الحياة والموت

حيث يموت ويتحول إلى كائن بين الأحياء

 والأموات، ويتواصل مع إيف شارليه زوجة

 أندريه شارليه سكرتير الجيش، التي تعيش ظروفًا

 قاسية وسط استغلال وخيانة  زوجها.

إيف شارليه، سيدة ثرية أرستقراطية، مريضة في فراشها،  

يناولها زوجها دواء ممزوج بالسم!
 
تشعر براحة عظيمة، وتقوم من سريرها كي تشكر زوجها.

تبحث عنه في أرجاء القصر، فتراه محتضنًا شقيقتها الصغيرة

الأجمل منها والأغنى.


تصرخ فلا يسمعها أحد، تضربهما فلا يلتفتان إليها، فتعود إلى

 فراشها، لتجد نفسها نائمة! فتعرف أنها ماتت، وأن روحها هي التي

 كانت تتجول في القصر، وأن الأحياء لا يرون الأرواح، ولا

 يسمعون أنينها أو صراخها! 



تسمع من يقول لها "إيف اتجهي إلى دار تسجيل الموتى!"

تخرج إيف إلى الطريق.. تسأل فلا أحد يجيب، وأخيرًا تجد من يرد

عليها، لأنه ميت مثلها، كما تعرف أن رفيقها اسمه بيار دومان،

 وأنه زعيم عمالي اشتراكي، كان يواجه مؤامرات داخل الحركة

 الثورية ويكافح لاستمرار الثورة رغم التهديدات والخيانات، كان

يخطب في رجال حزبه، فطعنه أحد الحاضرين ومات. 



يصل الرفيقان إلى الدار، نجد سيدة سمينة تقول وتسجل: إيف

 شارليه... ماتت مسمومة من زوجها... أدخلي.

بيار دومان، مات بطعنة سكين... أدخل. 



دخل الرفيقان، وجدا الملايين، لا يعرفان أحدًا، تحدثا إلى بعضهما

أحسا بالحب يجمع بينهما، لكن القبلة الأولى لم يكن لها أي طعم أو

 دفء.

قال أحد المحامين، وقد كان يراقبهما: لم
تحسا بطعم الحب، لأنه لم يبدأ معكما على الأرض، لكن أنتما محظوظان فالقانون ١١٤ من  قوانين السماء يعطيكما الحق في العودة للحياة، بل تعيشان مائة عام إذا قدرتما على الحب ٢٤ ساعة كاملة.

 اذهبا لمسجلة الدار، وقولا لها القانون ١١٤.





ذهب الحبيبان، وفي لحظة ارتدّت لهما الحياة، أفاقت إيف... وأفاق

 بيار، ثم اتجه فورًا إلى قصر حبيبته التي أحبها في السماء!

خرج الاثنان. اتجها إلى مطعم "مكسيم" في باريس، ضحكا

 ورقصا، وإذ بالعمال خارج المطعم يهتفون بسقوط خائن

 الاشتراكية لوجوده مع رمز من رموز الرأسمالية، وهي إيف

 شارليه!

قال لها: سأتركك ساعة حتى أقنع أعضاء حزبي بأني أحبك...

 واكتسبتك للحزب الاشتراكي!

قالت إيف: وأنا في هذه الساعة سأذهب لتأديب زوجي على خيانته

 لي، وأنا على فراش الموت، بسبب السم الذي سممني به!

 

مرت ساعة وساعات...

بيار مشغول في مجده وحزبه.

وإيف مشغولة بمعاركها وغيرتها.

مرت ٢٤ ساعة دون أن يحققا الحب المنشود. 

مات بيار وماتت إيف.

 

وفي خجل شديد وجدا نفسيهما أمام مسجلة الدار يطلبان منها أن

 تعطيهما فرصة أخرى.

رفضت وقالت: أنتما لا تستحقان الحب ولا الحياة، لقد بعتما أجمل

 وشهرة، وسلطة، وتأكيد للذات، وكراسي الحكم!

 

بكى الاثنان وطلبا من المسجِلة فرصة أخرى...


هنا قالت بحزم: لا يا سيدتي، لا يا سيدي... لقد تمت اللعبة... تمت اللعبة. 

 

 


يطرح النص:

 - فلسفة الإنسان، الحرية، الفشل، والحياة بعد الموت بطريقة درامية

 تدمج الواقع السياسي بالبعد الوجودي. 

 - يعالج مواضيع الفقد، الصراع الطبقي والسياسي، الحب

 والولاءات المتضاربة. 

- يعكس حالة الإنسان بين الرغبة في الكفاح من أجل الحرية

والخوف من الموت والفقد.

 - الثورة ضد الظلم والقمع السياسي وحتمية الصراع الاجتماعي.

- معاناة الإنسان بين الحياة والموت، وجوده وعبثية الحياة.

- الحب المبني على الثقة والتضحية كوسيلة للنجاة والاستمرار.

- الصراع الداخلي بين الولاء والخيانات في ميدان النضال السياسي.

الطابع الكابوسي والرمزي على طريقة سارتر في عرض الواقع.



هذا السيناريو يمثل عملًا دراميًا فلسفيًا يعكس جوانب من حياة

 الإنسان والمجتمع في مواجهة الطغيان، مع تعقيدات نفسية

 وشخصية مركبة لأبطاله.

يدمج بين الحوارات المباشرة، الوصف المشهدي، والتداخل بين

 عالم الأحياء والموتى، ويحتوي على تصوير نفسي عميق

 للشخصيات وانفعالاتها، مما يجعله نصًا مناسبًا للعرض السينمائي

 والفني يعكس فلسفة سارتر الوجودية.

 

تفاصيل أساسية من السيناريو:

 - تدور القصة في أجواء من الاضطرابات السياسية والثورات

 المخططة ضد الحاكم العسكري.
 

- الشخصية الرئيسية بيار دومين، زعيم حزب ثوري، يُقتل ويتحول

 إلى كائن بين الحياة والموت مع إيف، حيث يدخلان في عالم

 الأموات ويتفاعلان معه.

 - الأحداث تشمل مؤامرات وتوترات بين الثوار، خيانات، 

وصراعات داخلية تدفع إلى محاولات ثورة فاشلة.


- تظهر العلاقة المعقدة بين بيار وإيف، التي كانت متزوجة من

 أندريه شارليه لكنها تدعم ثورة بيار.


- هناك خطوط درامية متداخلة تشمل دور أصدقاء وأعداء، وحياة

 عائلية مليئة بالتوترات والخيانة.
 

نص السيناريو غني بالحوار والدراما النفسية والسياسية، ويوثق

 مشاهد دقيقة من حياة الشخصيات وأدوارهم المختلفة في المعركة

 ضد السلطة.





جان بول سارتر 1905- 1980


 
فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي وناقد 

أدبي وناشط سياسي فرنسي. 

 

يُعتبر من أبرز أعلام الفلسفة الوجودية في القرن

العشرين.

طور فلسفة تركز على حرية الفرد ومسؤوليته، وكان له نشاط

 سياسي خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية. 


بدأ حياته العملية أستاذًا للفلسفة، وشارك في المقاومة الفرنسية ضد

 الاحتلال النازي، ثم أصبح كاتبًا غزير الإنتاج في الأدب والفلسفة.

 من أشهر أعماله الفلسفية

 - الوجود والعدم

 - الوجودية مذهب إنساني

- ورواية الغثيان.

 
ربطته علاقة غرامية معقدة وغريبة مع الفيلسوفة سيمون دو

 بوفوار.

 رفض جائزة نوبل في الأدب عام 1964.

لأنه يرى أن هذه الجوائز تضفي على الكاتب طابعًا مؤسسيًا يقيّد

 حريته.   فهو كان يؤمن أن الكاتب الذي يتبنى مواقف سياسية أو

 اجتماعية يجب أن يتصرف بالكلمة المكتوبة فقط، وأن قبول

 الجوائز يعني ربط الكاتب بالمؤسسة المانحة وهو ما يتعارض مع

 حريته الشخصية.



 

No comments:

Post a Comment

Twitter Bird Gadget