ترجمها عن الفرنسية ابراهيم درغوثي/ تونس
تحول فلاح مع حمل من الإجاص لبيعه في السوق. وبما أن الإجاصات كانت لذيذة وذات نكهة طيبة فقد طلب الفلاح مقابلها ثمنا مرتفعاً.
في تلك الأثناء كان حكيماً طاوياً بطاقيته الممزقة وثوبه الرث يمر من هناك فطلب صدقة من الفلاح الذي صده عن ثماره ولم يلتفت لطلبه.
وألح الحكيم الطاوي في الطلب فغضب الفلاح وانهال عليه سباً وشتماً.
إلا أن الحكيم قال له: إجاصك كثير وأظن أنك لو أعطيتني واحدة فلن يجعلك ذلك فقيراً.
وألح عليه الحاضرون بأن يعطيه واحدة من الثمار المعطوبة ولكن الفلاح تمسك بالرفض القاطع، فما كان منهم إلا أن جمعوا ثمن الثمرة ودفعوه للفلاح مقابل الإجاصة وأعطوها للحكيم الطاوي الذي قال لهم: ترقبوا قليلاً، لا تذهبوا من هنا. فأنا لسست بخيلاً، سأجعلكم تأكلون من اجاصي.
وانهمك في التهام الثمرة مع احتفاظه ببزرها في يده.
ثم أخرج من حزامه سكيناً حفر بها حفرة صغيرة في أرض السوق الممهدة زرع فيها بزر الإجاصة ثم غطاها بالتراب وطلب ماء، فسقاها.
فجأة، شقت نبتة صغيرة قلب الأرض وكبرت بسرعة عجيبة حتى صارت شجرة إجاص بديعة الجمال. ثم غطتها الأزهار والثمار الناضجة الشهية.
قطف الحكيم الطاوي الثمار واحدة واحدة وقدمها للحاضرين هدية
فأكلوها هنيئاً مريئاً حتى آخر حبة.
ثم بضربة واحدة من سكينه قطع الحكيم جذع الشجرة وحمله على كتفه وغادر المكان.
كان هذا المشهد قد حول إليه أنظار كل الحاضرين في السوق بما فيهم الفلاح الذي ترك حمل الإجاص وجاء يتابع المشهد العجيب.
عندما رجع إلى عربته الصغيرة لم يجد أثراً لإجاصاته، كما لاحظ أن خشبة جر العربة قد اختفت، ففهم أنه كان ضحية لسحر الحكيم الطاوي الذي انتقم منه فحوَّل خشب عربته إلى شجرة وزينها بإجاصاته ثم وزعها على الحاضرين وحمل مجر العربة معه وذهب في حال سبيله.
محمولاً على جناح الغضب، جرى الفلاح وراء الحكيم الطاوي لمساءلته، إلا أنه وجد في ركن خلفي من أحد الأزقة مجر العربة بينما لم يجد للحكيم أثراً.
قصة من الأدب الشعبي الصيني.