الذكرى السنوية

الآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
الآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.PtbbP2yN.dpufالآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.PtbbP2yN.dpuf
الآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.zFGdhfcw.dpuf


الآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي، هل هي لوالدته، أم أبيه، أو زوجته، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته وعلامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهراً مني بالحزن لمصابه.
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة.
أجلس على الأريكة الكبيرة، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي: اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز "كومبيوتري" فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامداً في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أر في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز "كومبيوتر"..!



حسين علي غالب:

كاتب وشاعر عراقي
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.zFGdhfcw.dpufالآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.PtbbP2yN.dpuf
الآن سوف أطرق باب شقة صديقي فلقد دعاني لحضور الذكرى السنوية .
بصراحة لم أعرف منه الذكرى السنوية لمن هي ، هل هي لوالدته ،أم أبيه ، أو زوجته ، أو شخص أخر هو يحبه ويعزه للغاية.
أدخل لشقته و علامات الحزن قد رسمتها على وجهي تظاهرا مني بالحزن لمصابه .
لم أجد أحد بالشقة إلا أنا وهو ، لقد شعرت بأنني شخص مهم وعزيز على قلبه لأنه دعاني أنا بالتحديد لهذه المناسبة .
أجلس على الأريكة الكبيرة ، وأجده قد أشعل الشموع حول جهاز كومبيوتر قديم ويبدو أنه معطل.
يلتفت إلي صديقي وهو يبكي بدموع مليئة بالحزن والألم ويقول لي : اليوم الذكرى السنوية لتحطم جهاز “”كومبيوتري”” فلقد كان جهاز جيد استمتعت واستفدت منه للغاية.
بقيت جامدا في مكاني فما سمعته أصابني بالحيرة والاستغراب والذهول ولم أستطع النطق بأي كلمة حيث أنني لم أرى في حياتي شخص يقوم بعمل ذكرى سنوية لجهاز “كومبيوتر”..!!
- See more at: http://c4wr.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9/#sthash.PtbbP2yN.dpuf

في المقبرة



سار الموكب مهيباً. الميت مسجى في تابوته داخل السيارة البيضاء، وهي تسير مثل سلحفاة هرمة، يتبعها من الخلف سيل لاينتهي من السيارات التي تشارك في التشييّع وقد تزينت جميعها
بأكليل الورد حتى لتحسب موكب الجنازة حديقة تسير، فالمتوفى ليس كعامة الناس، بل من الأعيان وأصحاب الأطيان وامواله لاتأكلها النيران.
صمت ثقيل ينتقل حيثما المسير يحل، إلا من صوت الرجل بجانب السائق في أول سيارة وهو يقرب مكبر الصوت من فمه ويناشد كل من يصله صوته بطلب الرحمة للمتوفى. حيث اكتسى صوته مسحة من الجلال والوقار لمكانة المتوفي المادية. امتلأت المقبرة بالمشيعين عندما وصلت السيارة

اليها. ترجّل راكبوا السيارة وسط صمت جليل. تهافت الرجال وانزلوا النعش من السيارة، وساروا الهوينى باتجاه الحفرة، وقد وقف بداخلها حافرها وظهرت على محياه علامات الاستياء لأنه في عجلة من اتمام الأمر.
أشباح سوداء وقفت بلا حراك وقد صبغت القبور البيضاء بلون قاتم السواد. همس احد الأشباح لآخر وهو يراقب انزال الميت مسكنه الجديد. لقد غيبته الحياة عن الموت فأصبح عبداً لها، فنهره الآخر بصوت كفحيح الأفعى:
- اخفض صوتك، فنحن مازلنا في المقبرة. ثم استطرد :
- انظر إلى ذويه إنهم يظهرون الحزن الشديد في الوقت الذي ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء المهرجان ليبدأ كلام التركة.


عاد الأول موجهاً الملاحظة نفسها للمتكلم:
- اخفض صوتك، أرجوك، فالصمت يذهب بالأصوات بعيداً . ألا تلاحظ أن حفار القبور يتعمد دوس الميت بقدميه، ويقصد الرأس تحديداً، لابد أن المغفور له قد أساء معاملته يوماً كعادته مع كل البشر.
لكزه الثاني هامساً:
- قلت لك اسكت، فما زلنا في المقبرة.


فارس سمور:
فنان تشكيلي فلسطيني من مواليد حمص عام 1958.
وتخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق.


رئيس رابطة حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين
شارك بعدد كبير من المعارض ويعمل كخطاط.
اهتم في لوحاته بالتركيز على الهاجس الفلسطيني والتزم بقضية شعبه.
سيطر على لوحاته اللون الكامد ومثل فلسطين بأغلب رسوماته بامرأة صامته منكسرة، لكنها دائماً شامخة.

تمثال الروح المفقود


ترجمة: حميد مانع الحمداوي


كان هناك عدة تماثيل منحوتة على الحجر موضوعة على مسافات متساوية على طول سياج الكاتدرائية القديمة, بعض التماثيل تمثل صور ملائكة, ملوك وقسيسين, كل تلك التماثيل تقريبا ذات ايحاء
يدل على التقى والورع. لكن احد التماثيل,على الجهة الشمالية الباردة من المبنى, لم يكن على رأسه تاج او هالة نور ووجهه متجهم ومكتئب, لا بد ان يكون شيطاناً هذا ما رددته الحمامات الجاثمة على حافة السياج, لكن غراب برج الكنيسة قالها انه روح مفقودة.

في احد ايام الخريف, كان هناك طير جميل الصوت يرفرف على سطح الكاتدرائية قادماً من الحقول الجرداء باحثاً عن مكان يحط فيه في الشتاء. حاول الطير ان يريح قدميه على تمثال الملاك المجنح, لكن الحمامات طردته اينما حل, كما ان ضوضاء العصافير ابعدته عن حافة السياج. التجأ الطير الى تمثال الروح المفقودة الذي لا تلجأ اليه الحمامات لانه منحني كثيراً عن العمود. كما انه موجود في الظل. لم تكن يدي التمثال معقودة بشكل يدل على الورع كما في التماثيل الاخرى, لكنهما كانتا مفتولتان كناية عن التحدي. في كل مساء يلجأ الطير الى زاويته المقابلة لصدر التمثال, وعيناه المظلمتان تحرسان مجثم الطير. اخذ الطير الوحيد يحب حاميه الوحيد, ومن وقت لاخر يحط الطائر على دعامة
اخرى مطلق العنان لصوته الشجي وكأنه يعبر عن شكره لهذا المأوى. قد تكون الريح او الطقس هي التي اعطت وجه التمثال تلك التقاطيع. التي بدأ يفقد تدريجياً شيئاً من حدتها وبؤسها. في كل يوم وخلال ساعات النهار الطويلة المملة, يغني الطائر لحارسه الوحيد, وفي المساء عندما يقرع الناقوس, تخرج الخفافيش الرمادية الكبيرة من مخابئها, ويعود الطائر الصغير مغرداً ببضع تغريدات ويأوي الى الذراعين. كانت تلك اياماً سعيدة للتمثال المظلم. وناقوس الكنيسة يقرع ناقلا رسالته " ما بعد الفرح ... حزن "

لاحظ الاهالي طائراً رمادياً يحوم حول فناء الكاتدرائية, اعجبهم تغريده. قالوا "ياللاسف ", " كل هذا الصوت والغناء الجميل
سيضيع على الحاجز". انهم بؤساء ويفهمون مبادىء الاقتصاد السياسي. لهذا امسكوا بالطائر ووضعوه في قفص صغير عند الباب. افتقد في ذلك المساء الطائر المغرد من مكانه المعهود, ويعرف التمثال المظلم مرارة الوحدة. ربما يكون صديقه الصغير قد قتله قط متربص, او بالحجارة. ربما .... ربما طار الى مكان آخر. عند حلول الصباح, تردد الى مسامعه, في ظل ضوضاء الكاتدرائية, رسالة صديقه في القفص. اندهشت الحمامات للصمت المفاجىء عند الظهيرة, كانت العصافير تغسل نفسها عند نوافير المياه في الشارع, صعدت اغنية الطائر الى الاعلى ..... اغنية تدل على الجوع, والحنين واليأس, كانت صرخة لم يستجاب لها. لاحظت الحمامات ان التمثال مال الى الامام اكثر من قبل وخرج عن العمود. في احد الايام لم تسمع اغنية الطائر, كان يوماً من ابرد ايام الشتاء, الحمامات والعصافير تترقب من على سطح الكاتدرئية الى فتات الطعام التي تقتات عليها في الاوقات العصيبة.

قالت احدى الحمامات "هل رمى الناس اي فتات ؟"

أجابتها"طائر صغير ميت فقط"

كانت هناك جلبة في المساء على سطح الكاتدرائية, وصوت سقوط
مبنى. قال غراب الناقوس ان الصقيع اثر على البناء. تبين في الصباح ان تمثال الروح المفقودة سقط من على مكانه وتحول الى اشلاء.

هدلت حمامة وقالت"هذا ما توقعناه تماماً" وتطلعت الحمامات لوهلة على الركام " سيكون لدينا ملاك جميل هناك"

دق جرس الكنيسة معلناً " ما بعد الفرحة ..... حزن".




ساكي (هكتور هيو مونرو):
كاتب اسكوتلندي ولد عام 1870 في مدينة اكياب, بورما (مينمار حالياً) اعماله عبارة عن نقد لاذع للمشهد الاجتماعي في عهد الملك أدوارد. والده مفتش عام في شرطة بورما, ووالدته قتلتها بقرة في بريطانيا. جدير بالذكر انه يحمل افكاراً معادية للسامية ولديه عداء للنساء. توفي عام 1916.

مِن أجل غرين كارد





سان فرانسيسكو..واسعة.. كبيرة.. ضخمة يضيع فيها الغريب.

وجدها تجلس إلى طاولة في إحدى زوايا البار. كانت تبدو منهكة ثملة تنظر دون تحديد إلى حلبة الرقص وكؤوس البيرة الفارغة تصطف على الطاولة. تردد قبل الاقتراب منها، لأن رفض
الفتيات الرشيقات في البار دفعه إليها: “هل تودين الرقص معي؟”، فقامت مرتبكة دون أن تنظر إليه. 
ظل يقفز أمامها لا يقل عن نصف ساعة. لم تكن رقصته وقفزاته إلا شبيهة بقفزات معزاة أو خروف. وعزفت الموسيقى الهادئة فكان على من يريد أن يرقص رقصة (السلو) أن يعانق شريكته، فامتلأ هو حبوراً وعرقاً، وترك ذراعيه تطوقانها، فاكتشف أن يديه قاصرتان عن التلاقي لسماكة خصرها، فاكتفى بوضع إحدى يديه على كتفها والأخرى على خصرها. لاحظ بشكل سريع أن شعرها القصير يشبه في قصته أذيال الفئران. وعند انتهاء الموسيقى مشى وراءها إلى الطاولة كرجل خاض معركة عسيرة ثم شارف على الانتصار. ولم يلاحظ على مشيتها أية بوادر أنوثة كما أنه لاحظ أن قفاها يشبه باباً خالياً من التعاريج. وفي جلستها بدت مثل برميلٍ ملتف. دعته للجلوس، فتبسم وقعد بجانبها، فنظرت إليه من خلال بخار البيرة التي أثقلت دماغها وسألت ببرود السكارى:
- ما اسمك؟
- محمد. فاقتربت منه أكثر وسألت مرة أخرى: قلت ماذا؟ فجاور أذنها وهمس ببطء:
- قلت محمد. فرددت وهي تنظر إلى وجهه وكأنها تراه لأول مرة ثم لفظت اسمه بلكنة أمريكية متقطعة:
- موحاماد.
- نعم، موحاماد.. واسمكِ؟
- جينا .. من أين أنت؟
- من الشرق الأوسط. فقالت وكأنها اكتشفت مجهولاً:
- أنت إيراب. فنظر حوله واحتار ماذا يجيب، ثم استسلم ورد لكن مصححاً:
- نعم آراب .
- ماذا تعمل يا موحاماد في هذه البلد؟
- طالب في الجامعة.. أدرس كمبيوتر.. وأنت ماذا تعملين؟
- أعمل مديرة في مطعم مكدونلد.. هل أنت متزوج؟
- لا.. أنا عازب.. وأنت؟
- مازلت عازبة .. أسكن مع صديق.. هل أنت مرتبط؟
- لا .. لست مرتبطاً .. وأنتِ؟
- لست مرتبطة.. صديقي هو شريك في الشقة فقط.. قليلاً ما أراه.. يعمل في مشفى كممرض.
وخيم صمت بعد المحادثة، ظل هو ينظر إليها وهي تعب الشراب على دفعات وجرعات. وبدت نظراتها تائهة وحركاتها بطيئة. فقد تخدر جسمها من كميات البيرة الكبيرة التي شربتها.
ومن خلال ذلك الصمت خطفته ذكريات، فيها بشرُ وفيها أهل وفيها أقارب، وفيها أيضاً بنت جارتهم سعاد التي حاولت أمه أن تخطبها له قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة، لكنه رفض في ذلك الوقت.
وتنبه على قيامها وهي تقول:
- فرصة سعيدة .. هذا رقم هاتفي .. إذا أردت .. اتصل بي غداً، ربما نخرج للعشاء.
فقام هو أيضاً، وشاهدها تتمايل أمامه. تبعها فتعثرت بالكراسي وكادت تقع على الأرض. فأسندها من كتفيها. فاستدارت ونظرت إليه بشرود وقالت ببطء: شكراً لك.. أنا بخير يمكنك الذهاب. فتركها وهو يتابع خطواتها فتعثرت مرة أخرى برجل أحد الزبائن فتمايلت وهوت على الأرض، فانحنى عليها وأخذ ينهضها. ما إن تجلس حتى تعود إلى الأرض مرة أخرى. هو يصحح جلستها وهي تعود إلى الأرض. وسمعها وهي تقول: اتركني .. أريد النوم هنا. فاقترح عليها أن يوصلها إلى بيتها. فوافقت. ولم يصلا إلى السيارة إلا بعد شد ورفع وحمل وجر.
وفي الطريق ، قاد السيارة وهو يسأل: أين البيت ؟ من هنا .. من هناك .. يمين.. يسار .. طلعة .. نزلة.. البيت الفخاري .. البناء
الحجري .. هذه الدخلة أو تلك؟
أخيراً وصلا إلى البيت، فساعدها على النزول إلى حيث باب شقتها وودعها وغادر إلى بيته. وفي الطريق استعاد صورتها كاملة – جينا طويلة .. شقراء وسعاد قصيرة وشعرها أسود، جينا بدينة وسمينة وهذا لا بأس به حالياً، وسعاد نحيلة، جينا بيضاء .. وتلك سمراء، جينا صوتها فيه خشونة.. لا بأس الآن، وتلك صوتها ناعم عالي الطبقة، هذه لها فم صغير وتلك لها فم كبير.. والأهم من كل هذا أن زواج جينا سيحقق (غرين كارد) وإقامة دائمة في جنات أمريكا .. وزواج سعاد سيفرخ التعاسة والكآبة .
أصبح يفكر في الإقامة الدائمة، فمن خلال جينا وبطاقة الإقامة الخضراء ستزول حواجز موضوعة أمامه، وستتيسر طرق وميادين هي مغلقة الآن في وجهه. فعليه أن يعيد الكرة ويقابل جينا مرة أخرى وينمي العلاقة حتى يتسنى له الزواج.
في اليوم الثاني لبس أجمل ما عنده، وتعطر، وتوقف أمام المرآة يقيس طوله وغرة شعره الأمامية ثم مشى وهو مازال ينظر إلى المرآة يتفحص خطواته، يقيس وضع قدميه. ثم قاد السيارة إلى بيت جينا. كانت المسافة حوالي نصف ساعة في السيارة. مد رأسه من النافذة يتذكر، من هنا نزلت جينا والبناء كان حجرياً .. حديقة أمامية.. لا بأس .. هذا هو المكان. نزل من السيارة واتجه إلى مدخل البناية الضخم. ضغط زر الأنترفون وسمع صوتاً فيه خشونة يشبه صوت جينا: مَنْ هُنَاك ؟
- أنا محمد. الشاب الذي تعرف عليك بارحة.. و .. و .. وقطع صوته صوت قفل الباب يعلن عن انفتاحه: ” كليك”، فدفعه ودخل البناية الضخمة، وسار إلى الشقة المبتغاة في الطابق الرابع. هناك وقف على الباب ونقر بأصبعه عدة نقرات. ومضت فترة يسيرة حتى فُتح الباب على آخره وبرز شاب بدين أبيض البشرة أزرق العينين اقترب حتى ملأ فراغ الباب بجسمه الضخم وحجب كل النور الآتي من الشقة.
- هل جينا هنا؟ .. أنا محمد صديقها.
- نعم هنا .. تفضل يا موحاماد. لاحظ محمد أن لهجة الشاب الودية
تنمّ عن سابق معرفة. فسأل ليتأكد: هل جينا أختك؟ نظر الشاب إلى محمد طويلاً، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة غائمة: أنا جينا .. تفضل. تراجع محمد إلى الوراء ثم سأل ليتأكد من جدية أو مزاح الشاب: أنت تمزح .. أين جينا.. الصبية الشقراء؟ فتهدلت ذراعا الشاب ثم ارتفعتا تعبيراً عن صدقه: قلت لك أنا جينا.. تفضل.
تراجع وهو ينظر مندهشاً، ماذا جرى، لقد تحولت صبية البارحة إلى شاب. وعندئذ، ترك محمد الرجل واقفاً محتاراً وفر هارباً يبحث عن مخرج ليعود إلى بيته، ويسخر من نفسه وسذاجته.. ويترك مسألة (الغرين كارد) معلقةً إلى حين.
—————————————————–
نشرت في مجلة عشتروت اللبنانية-بيروت 2009-العدد 43-42





خليل الشيخة:
ولد الكاتب في سوريا، وهو كاتب قصصي ويكتب في النقد، تخرج بشهادة الماجستير في الهندسة من جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة


الامريكية. يكتب في صحف ورقية والكترونية في القصة والأدب. 
أعماله بالتسلسل هي :

1. غابة الذئاب -قصص - دار الكرمل - عمان - 1996
2. الكلاب - قصص - دار الارشاد - حمص - 2004
3. انطباعات الزمن الفائت - مقالات ودراسات - حمص - اليمامة-2007
4. رسالة إلى السماء - قصص عالمية مترجمة- حمص - اليمامة-2009
5. ليلة سقوط القط الأبيض - قصص - حمص -اليمامة - 2011
6. ومضة ضمير -قصص عالمية مترجمة.






Twitter Bird Gadget