ﺟَﻠﺴَﺖ ﺑﻤُﻔﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻭلة لمدة ساعة وكأنّها تنتظر ﺻَﺪﻳﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺒِﻴﺒﻬﺎ. ﻻ ﺃَعلم، ﻓﺄَﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠِﺲُ ﺑﺠِﻮﺍﺭِﻫﺎ ﻋﻠﻰ طاولةٍ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺷﺪّ انتباهي ﺃَﻧﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺳﺎﻋَﺘِﻬﺎ ﻛﻞ دقِيقة ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺄَﺧّﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ كثيراً.
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻃَﻠﺒﺖ ﻛﻮباً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻟﻨﻔﺴِﻬﺎ...
شدّتني تِلك اللمعَة في ﻋﻴﻨيها ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗكوﻥ دمعة، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ.
أﻧﺎ أيضاً ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ شخصاً ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘَﺄﺧﺮ بل ﻟﻢ ﻳﺄتِ أﺑﺪاً، ﻓﻘﺪ ﺭﺣَﻞ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ طوِيل. ﻭَﻣِﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺁﺗﻲَ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ لآخر كي ﺃﺳﺘﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻳﺎتي.
بدَأت ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺗﺒﻜﻲ بِحُرقة فأﺗﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻭﻭَﺿﻊ ﺃﻣَﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﺎﺩِﻳﻞ ﻭرَقية ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮّﻩ بكلمة ﻭﺍﺣﺪة. ﻭﻧﻈﺮ إليّ ﻭﻛﺄﻧﻪ اﻋﺘﺎﺩ ﻋلى ﺫﻟﻚ.
ﻓﺬَﻫﺒﺖُ إﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺪِﻳﺚ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة؟
ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ!
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ﻣﺎﺕ! ﻭﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻠﻪ.
ﺃﺩﺭﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﻷﺭﻯ ﺍﻟﻔﺘَـﺎﺓ ولم ﺃﺟﺪﻫﺎ، ﻓﻨﻈﺮﺕُ إلى ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪﻩ أيضاً، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻤﻘﻬﻰ ﻏﻴﺮﻱ، ذﻫﺒﺖ مسْرعاً إﻟﻰ ﺩﻭﺭﺓ المياه ﻷﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻲ، ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ انعكاسي فيها.
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮداً ﺃيضاً!... ﺃﻧــﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸـﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة.!
أنا في العَدم الآن!
شدّتني تِلك اللمعَة في ﻋﻴﻨيها ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗكوﻥ دمعة، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ.
أﻧﺎ أيضاً ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ شخصاً ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘَﺄﺧﺮ بل ﻟﻢ ﻳﺄتِ أﺑﺪاً، ﻓﻘﺪ ﺭﺣَﻞ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ طوِيل. ﻭَﻣِﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺁﺗﻲَ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ لآخر كي ﺃﺳﺘﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻳﺎتي.
بدَأت ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺗﺒﻜﻲ بِحُرقة فأﺗﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻭﻭَﺿﻊ ﺃﻣَﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﺎﺩِﻳﻞ ﻭرَقية ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮّﻩ بكلمة ﻭﺍﺣﺪة. ﻭﻧﻈﺮ إليّ ﻭﻛﺄﻧﻪ اﻋﺘﺎﺩ ﻋلى ﺫﻟﻚ.
ﻓﺬَﻫﺒﺖُ إﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺪِﻳﺚ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة؟
ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ!
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ﻣﺎﺕ! ﻭﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻠﻪ.
ﺃﺩﺭﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﻷﺭﻯ ﺍﻟﻔﺘَـﺎﺓ ولم ﺃﺟﺪﻫﺎ، ﻓﻨﻈﺮﺕُ إلى ﺍﻟﻨﺎدﻝ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪﻩ أيضاً، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻤﻘﻬﻰ ﻏﻴﺮﻱ، ذﻫﺒﺖ مسْرعاً إﻟﻰ ﺩﻭﺭﺓ المياه ﻷﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻲ، ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ انعكاسي فيها.
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮداً ﺃيضاً!... ﺃﻧــﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸـﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة.!
أنا في العَدم الآن!
من الأدب الروسي
مجهولة الكاتب