أراد الكاتب من خلال هذه الرواية، تصحيح السردية الغربية والإسرائيلية عن الأحداث في فلسطين.
هي حكاية نور مهدي الشهدي - بطل الرواية- وهو باحث في علِم الآثار يعيش في مخيَّمٍ في رام الله. عثر صدفة في محلٍ للألبسة المستعملة على سترة قديمة في جيبها بطاقة هوية إسرائيلية قديمة، لشخصٍ يدعى "أورشابيرا ".
يقرر البطل نور ارتداء قناع المحتل، فيتقمص شخصية "أور"، وينضم إلى بعثة تنقيبِ عن الآثار في إحدى المستوطنات، فتتجلَّى له فلسطين المطمورة بكلِّ تاريخها. حيث يدعي العدو أن ركام المنازل التي هدموها يوم احتلوا فلسطين، هي آثار تعود لليهود! وكم من مساحاتٍ كانت مأهولة، حولوها إلى غابات، لكن التراب ما زال يحكي، عن سكانها الأصلاء، وعن جرائم العدو.
مارس نور لعبة الوقوف أمام المرآة، ليحاور من خلالها شخصية "أور" الإسرائيلي المحتل. أراد من خلال لعبته هذه أن يُدرك كيفية فصل الهويّة المزيّفة عن الحقيقيّة، فيقول "السرّ يكمن في المرآة. المرآة هي المعادلة، هي التفاصيل.. هي الكائنان أحدهما مُسيطر والآخر خاضع. أنت أور مسيطر، وأنا نور خاضع.. ولهذا يجب أن أحطّم المرآة".
هنا تحاول الهويّة المزيّفة فرض نفسها على الحقيقيّة بالقوّة والعنف. وفي خطاب ديني موجّه. كما يعمد الصهاينة للقيام به، منذ احتلالهم لفلسطين!
لكن فلسطين الممثَلة بشخص سماء إسماعيل الفلسطينية من حيفا، وهي من عرب الداخل وعضو في بعثة التنقيب عن الآثار، تشرق في روح "نور" لتقشع غيمة الخضوع والإذعان للمحتل، مهما علت التضحيات.
فسماء الأنثى الفلسطينية الأصيلة، الرافضة للخضوع للاحتلال، تواجه شخصية "أيالا شرعابي" الإسرائيلية الحاقدة والعضو في بعثة للتنقيب عن الآثار، ولا تتوانى عن التصريح علانية أمامها بكرهها للمحتل الصهيوني.
مما يلفت انتباه نور ويشجعه لكشف هويته الحقيقية لسماء، التي لا تصدقه بدايةً، لكن سير الأحداث يضعها أمام حقيقة ساطعة، نور فعلاً عربي فلسطيني، فتكون هي المنقذ له في نهاية الرواية، كدلالة على أن نور الفلسطيني انتصر على "أور شابيرا" الصهيوني، واختار فلسطين.
أما تسجيلاته لصديقه مراد، المعتقل منذ سنوات، فهي رسائل تخبر عن نور الفلسطيني، بكل أحلامه وآلامه وتطلعاته نحو المستقبل، فكأن مراد هو ضمير نور، الذي يحدّثه ويخبره عن حقيقة مشاعر الشاب الفلسطيني المتطلع للحرية والتحرر.
قناع بلون السماء هي رواية للكاتب والشاعر والأسير الفلسطيني باسم خندقجي صدرت عام 2023، عن دار الآداب في بيروت، حازت الرواية على الجائزة العالمية للرواية العربية- البوكر عام 2024.
(نقلاً عن ويكيبيديا)
باسم خندقجي 22 ديسمبر/ كانون الأول 1983
كاتب وأسير فلسطيني من مواليد 1983. درس في جامعة النجاح الوطنية في قسم الصحافة والإعلام. اعتُقِل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
له عدة روايات ودواوين شعر كتبها من داخل سجون الاحتلال وآخر رواياته "خسوف بدر الدين" الصادرة في كانون الأول/ ديسمبر 2018.
ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية. وحصل على الجائزة العالمية للرواية العربية- البوكر عام 2024 عن روايته قناع بلون السماء.
اعتُقِل في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل.
استطاع باسم أن يحوِّل غرفة سجنه إلى غرفة عمليات ثقافية يُدير منها كل مشاريعه الفكرية والأدبية من خلال نشر كتبه وإعداد حفلات التوقيع لها، والإشراف على "صندوق الأسير باسم خندقجي لدعم أدب الأسرى"، الذي أسّسه لدعم إبداعات الأسرى داخل السجون وحفظها، وقد تبنّاها شقيقه، وذلك من خلال "المكتبة الشعبية ناشرون" في نابلس.
(نقلاً عن ويكيبيديا)
من مؤلفاته
· رواية مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة صدرت في عام 2014 عن الدار العربية للعلوم ناشرون.
· رواية نرجس العزلة صدرت في عام 2017 عن المكتبة الشعبية، نابلس.
· رواية خسوف بدر الدين صدرت في عام 2018 عن دار الآداب.
· رواية قناع بلون السماء صدرت في عام 2023 عن دار الآداب.
إضافة إلى ديواني شعر، وعدد من الدراسات والمقالات.