ملخص رواية عنبر رقم 6



تدور أحداث هذه القصة في مستشفى للأمراض العقلية يطلق عليها اسم العنبر رقم 6... والمستشفى الذي تدور فيه الأحداث هو مستشفى ريفي، سيّء التنظيم وشديد القذارة.


في العنبر المذكور يعيش خمسة وعشرون مريضاً عقلياً عيشة تغلب عليها الفوضى، إذ لا يعتني بهم سوى حارس واحد يسمى "نيكيتا". يُقدّم إلينا منذ ظهوره الأول قاسياً وعنيفاً، لا يتورع في كل مرة عن ضرب مرضاه لكمات قوية لكي يدفعهم إلى الهدوء حينما يثورون أو تحل بواحد منهم نوبة عصبية.
وذات يوم، يحدث على سبيل الصدفة، أن يمر بالعنبر رقم 6، الدكتور "أندريه افيمفيتش"، وهو طبيب شاب يتولى مسؤولية المستشفى ويبدو زاهداً في كل شيء، وغير راض عن أوضاع أهل بلده، يشعر بمرارة كبيرة وإضافة إلى هذا الموقف العام من أحوال البلد ومسؤوليه. حين يمر بالعنبر رقم 6، يدهشه أن يلتقي بواحد من المرضى يسمى "إيفان" ليكتشف أنه مريض مختلف فهو ذكي واعٍ، ومطلع على أحوال العالم، حتى وإن كان يعاني من عقدة الاضطهاد.

وهكذا، بعد التعارف الأول وبعد أن يكتشف كل منهما الآخر،
ويصبحان صديقين... يصبح في وسع الطبيب منذ ذلك الحين أن يمضي أمسياته في المستشفى يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه المريض، فيخوضان في مساجلات وحوارات متشعبة تطال أوضاعهما والأوضاع العامة في البلاد. 
 
ذات مرة يمر بهما مساعد الطبيب، ويفاجأ بهذا الحوار بين الطبيب والمجنون... ويستنتج من هذا أن رئيسه صار مجنوناً بدوره... إذ هل يمكن أن يتحدث إلى مجنون سوى مجنون مثله؟ وإذ ينقل المساعد هذا الخبر إلى الإدارة يكون موقفها مشابهاً لموقف المساعد، ما يجعل الطبيب الذي يجابَه بالأمر، يُقدم على الاستقالة من عمله، كنوع من خيبة الأمل...

ثم بعد أحداث عدة ومتنوعة، وبعد تصرفات من قبل الطبيب باتت تؤكد ظاهرياً على الأقل ما يذهب إليه مساعده والإدارة، ينتهي الأمر به إلى أن يودع الطبيب في العنبر رقم 6، كمريض هذه المرة... لا كطبيب.
ففي ذهنية هؤلاء المسؤولين الريفيين لا يمكن لشخص أن يتحدث بالعقل وبالحجة... وتحديداً مع مريض مجنون، إلا أن يكون فاقداً عقله بدوره.
وهكذا يتحول طبيبنا إلى مريض في نظر المدير ومساعديه لغاية في نفوسهم، ثم تكون له مجابهته الأولى مع الحارس القاسي "نيكيتا"، الذي كان الطبيب قد نهره وعارضه وعاقبه مراراً وتكراراً من قبل.

خلال هذه المجابهة، وإذ يبدي "أندريه" رغبته في الخروج من العنبر لاستنشاق بعض الهواء، يفاجئه الحارس بضربة قوية على رأسه تقتله من فوره بسبب داء قديم كان يعاني منه. تنتهي أحداث الرواية بموت الطبيب.

هذه الحبكة هي التي وظفها الكاتب بمعقولية عالية كاشفاً زيف الادعاء من قبل النفوس المرائية والغبية والبليدة التي تتحكم بمصائر الناس وبخاصة المثقفين والعلماء والمخلصين في العمل، حتى يؤدي بهم إلى الجنون، كما حدث لبطل قصتنا "أندريه" ومريضه المثقف"إيفان" محضر محكمة سابق.
ما زالت بعض أعمال تشيخوف تعرض على شاشات السينما الروسية، حيث عرض فيلمٌ للمخرج كارين شاهنزاروف عن روايةِ العنبر رقم 6. حافظ هذا الفيلم على موضوع القصة، ناقلاً الأحداث إلى زمننا المعاصر، كاشفاً عن تلك المأساة التي يعيشها الإنسان المثقف والنزيه في عالم من الانتهازية والزيف. فهو إذن يتطلع إلى ربط الواقع المعاش والجمال والقبح بالماضي وبالحاضر لذلك ظل أدبه شريان المفكر يعبر به نحو السرمدية.

يقول تشيخوف "أن شطراً كبيراً من سعادة الإنسان لا يكون إلا في خياله، نعم في الخيال. هذا قدر البشر، عليهم أن يؤمنوا حتى بما هو غير واقعي وغير موجود حتى يستشعروا لذة السعادة."



أنطون بافلوفيتش تشيخوف 1860
وُلد في تاغانروغ في روسيا، فهو طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير. ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس.
كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثيراً عظيماً على المسرح العالمي. سمح لنا من خلال قصصه وأعماله بالدخول إلى واقع قصير، لواقع بديل، لفترة قصيرة جداً، واستعاد لنا الواقع في قصصه بأسلوب راقي وسامي حيث تبدو علاقته الحميمة بالمناظر الطبيعية والعلاقات الإنسانية، فقد كانت علاقة محورية لم تنغمس في عالم المجتمع وفيض الشخصيات.
تعكس الصورة في قصصه برهافة الشكل وانغماس الحياة فيها بصورة قاتمة كئيبة، جعلت منه فناناً ملازماً لحياة البؤس والتعاسة، كما أن تصويره للشخصيات بأحاديثها وأحداثها جعلها كافية في طرح القصة.

من أشهر أعماله
- السيدة صاحبة الكلب
- عنبر رقم ٦



كتابة سهام جبريل وداليا العطا
نقلاً عن منصة مرداد 

 

حنتوش


اسمي صالحة... أنا من مدرسة "عرب الجهالين"، أعيش في خيمة صغيرة في وادي أبو هندي، عمري 14 سنة.
في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة، حيث يتدربون على إطلاق النار في منطقة الزراعة.
يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.

الطريق هنا وعرة لأن الجنود يمنعوننا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب.

لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا... اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه "حنتوش"، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريّان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه "يا حنتوش يا خروف أطلع جناحيك من تحت الصوف" أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في وادي أبو هندي لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام.
وفي برشلونة قابلنا "ميسي" صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي "حنتوش" كان واقفاً حارساً للمرمى، وأنا أهاجم "ميسي" وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف.
أراد "ميسي" أن يضمني أنا و"حنتوش" إلى فريق برشلونة لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى "أبو هندي" لأن الأغنام هناك تنتظرني فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سراً، أخبرني "ميسي" انه سيزور وادي أبو هندي بعد سنتين.

سنقيم مونديال 2018 في وادي أبو هندي، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه "ملعب حنتوش"، وسيكون الخروف شعار المونديال.
وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في وادي أبو هندي، نحن جميعاً بانتظاركم. 
 
 



صالحة حمدين طفلة بدوية من فلسطين فازت بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية من بين 1200 عمل من جميع أنحاء العالم عن قصتها "حنتوش".
القصة على بساطتها، تحكي قصة شعب مظلوم.




Twitter Bird Gadget