كتابة وترجمة \ قادر درويش اوغلو
هرع مسرعاً الى الباب وهو في العقد الخامس من عمره..! حين سمع صوت بائع ( العنبر وريد ) وأخرج محفظته من جيبه ، وكأنه ما زال طفلا لم يبلغ الحلم !!
وسأل البائع أن يعطيه بخمسة فلوس من العنبر وريد .
دهش البائع الصغير الذي يحمل صينيته بعناء وجهد كبيرين وقال :
ـ ما هذا يا عم ؟ ألا تعلم بأن زمن الفلوس قد ولّى .. ونحن الآن في زمن الملايين...!
كأنه كان في حلم فأفاق، وقال بصوت شاحب:
ـ أين العم إسماعيل وأين تلك الأيام الجميلة حين كنا نشتري منه كل يوم ؟
رد البائع :
- أتعرف العم إسماعيل ؟!
قال: وكيف لا أعرفه! وقد كان يبيع لي بيديه الكريمتين، ولمئات المرات وأنا في طفولتي الوردية .
- إنه والدي ..
تفاجأ .. وسأله مندهشا :
ـ أين هو الآن..! وكيف تمر أيامه!
- أعطاك عمره .. رحمه الله .
- كيف ..... ومتى ؟
- قبل أيام قلائل اغتالوه بكاتمِ صوتٍ، عندما كان جالساً في عتبة بابنا، حين عرفوا بأنه كان يُسعد الصغار طوال عمره .
عندها..أدرك بأنه يعيش في عالم يقتل فيه البعض حتى ابتسامة الصغار ويذبح الأماني في القلوب..
تراجع خطوة وهو يتلفظ كلماتٍ لا رابط بينها .. وأصابعه تداعب محفظته التي تذكره بطفولته وهو يتمتم :
آن لي أن أُخفي منبهاتِ ذاكرتي..! في هذا الزمن الصعب ..!!
من مواليد كركوك 1955
كاتب وشاعر
عضو اتحاد ادباء وكتاب العراق
عضواتحاد ادباء وكتاب التركمان
عضو اتحاد ادباء وكتاب شباب اتراك العالم
من انتاجاته:
ديوان الامس اليوم والغد
الكلمات المتألقة ديوان شعري
قصص قصيرة بلغة الحيوان
متزوج واب لسبعة اولاد
لكلِ زمنٍ خفافيش ظلام، يحقدون على الفرح ويغتالون أعلامه
ReplyDelete