ملخص رواية زوربا لليوناني: نيكوس كازانتزاكيس
زوربا، شخصية مجنونة بحق!
يبتسم بسخرية حين يريد أن يخفي انفعاله !
ويسخرُ باسماً من صديقه المثقف ويصفهُ بـ ( قارض الكتب )
وينتظرُ دون أمل أن يترك عادة مضغ الورق والتلوث بالحبر !!
شجاع لايخيفيه شيء سوى الشيخوخة !
لايهمه الفرح ولا الحزن، كل مايهمه هل هو حيٌ أم ميت ؟
شجاع لايخيفيه شيء سوى الشيخوخة !
لايهمه الفرح ولا الحزن، كل مايهمه هل هو حيٌ أم ميت ؟
المقدوني الكسي زوربا هو إنسان مدهش، مغامر، سندباد بري، لم يكن متعلماً، إنما كان حكيماً، تلك الحكمة التي تنساب كالنهر الرقراق في ليلة قمرية دافئة، وكان شخصاً مفعماً بحيوية وقوة وحس متدفق.
زوربا هي شخصية حقيقية قابلها نيكوس (الكاتب) في إحدى اسفاره، وقد اعجب به اعجاباً شديداً، فكتب رواية باسمه. الملفت في رواية زوربا، هو قدرة نيكوس على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومفصّل وعميق، حتى انك تشعر لوهلة أن زوربا هو الشخص الأعظم في هذا الكون. المميز في زوربا هو انه يحب الحياة بكل أشكالها، لا يذكر الحزن، بل يذكر الفرح دائماً في
لحظات حزنه الشديد، أو سعادته الشديدة، يرقص رقصته المشهورة، (رقصة زوربا). في تلك الرقصة، يقفز إلى الأعلى لأمتار ويستغل كل ما هو حوله من بشر أو من أدوات.
تحدثنا رواية زوربا عن صديقين التقيا بطريق المصادفة، أحدهما لقبه الرئيس يمثل نموذج المثل والقيم المعنوية، والآخر يعكس نموذج الإنسان المتحرر من كل القيود. زوربا شخص أمّي لا
يعترف بالكتب، وبالمقابل "الرئيس" صديقه شخص مليء
بالكتب، ولطالما سخر زوربا من تلك الكتب، يقول: (كتبك تلك أبصق عليها، فليس
كل ما هو موجود، موجود في كتبك).
ويتضح من الرواية، أن كليهما يمثلان قطبان للتناقض، ورغم ذلك التناقض فقد كان يجمعهما حب عميق وصداقة شفافة وصادقة.
لقد جمعت بين هذين الشخصين المتناقضين فكرياً وعقائدياً وسلوكياً علاقة وشيجة قوامها لا المصلحة أو تبادل المنفعة بقدر ما هي علاقة تحكمها التكاملية فكل منهما رأى في الآخر مكملاً
لقد جمعت بين هذين الشخصين المتناقضين فكرياً وعقائدياً وسلوكياً علاقة وشيجة قوامها لا المصلحة أو تبادل المنفعة بقدر ما هي علاقة تحكمها التكاملية فكل منهما رأى في الآخر مكملاً
لنفسه، وكأن كلا منهما وجد في الآخر نصفه المفقود أو نصفه الذي يبحث عنه، وإن كان من الواضح أن قوة تأثر الراوي المتمثل بشخص الإنسان المثالي، كانت أكبر من قوة تأثر زوربا به.
يروي قصة زوربا، الرئيس وهو شخص يوناني يرغب في استثمار أمواله في مشروع ما، فيقنعه زوربا بأنه
يستطيع استثمار أمواله في منجم للفحم، ولكن محاولات زوربا لصناعة مصعد ينقل
الفحم من مكان لمكان، تبوء بالفشل، ولكن زوربا المفعم بالحياة لا ييأس،
يحتاج زوربا لأدوات من المدينة، فيأخذ كل
أموال "الرئيس" ويذهب إلى
المدينة، فيشعر بالتعب، يدخل إحدى الحانات، فتقترب منه "غانية" فيرفضها،
فتُشعِره بانتقاص الرجولة، ولكن زوربا المفعم بالرجولة لا يقبل هذا التصرف،
ويصرف كل امواله عليها، ويكتب رسالة إلى "الرئيس" أنه "دافع عن كل الرجولة
في العالم".
وقد انتهى استثمار المنجم بإخفاق كبير، ولكن
القصة التي يعيشها القارئ مع هذين البطلين والأبطال الآخرين، ولا سيما تلك
المرأة المغامرة التي وقعت في غرام زوربا ، تظلُّ إحدى الروائع الكبرى في الأدب الحديث.
نقل المخرج اليوناني مايكل كاكويانيس الرواية في ستينيات القرن الماضي إلى فيلم هوليودي، وقام ببطولته انطوني كوين، وايرين پاپاس. فيما أعد له الموسيقى الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي ألّف - عام 1988- "باليه" بعنوان "إلكسيس زوربا"، تم تقديمه في المرة الأولى بفيرونا الإيطالية.
نيكوس كازانتزاكيس (1883 - 1957 ):
كاتب و فيلسوف يوناني، اشتهر عالمياً بعد عام 1964 حيث أنتج فيلم " زوربا اليوناني " للمخرج مايكل كاكويانيس والمأخوذ عن
روايته. وتجددت شهرته عام 1988 حيث أنتج فيلم " الإغواء الأخر للمسيح " للمخرج مارتن سكورزيزي وهو مأخوذ عن رواية له.
عندما ولد في هيراكليون، لم تكن كريت قد انضمت بعد إلى الدولة اليونانية الحديثة،وكانت لا تزال تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
درس القانون في جامعة أثينا، ثم ذهب إلى باريس في عام 1907 لدراسة الفلسفة. بين 1922 و وفاته في عام 1957، تغرب في باريس وبرلين، وإيطاليا، وروسيا، وإسبانيا، ثم في وقت لاحق في قبرص، مصر، جبل سيناء، تشيكوسلوفاكيا، نيس، الصين، واليابان. أثناء وجوده في برلين، حيث كانت الأوضاع السياسية متفجرة، اكتشف الشيوعية، وأصبح معجباً بفلاديمير لينين. وزار الاتحاد السوفيتي. وشهد صعود جوزيف ستالين، وأصيب بخيبة أمل مع الشيوعية على النمط السوفيتي.
في عام 1945، أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي، ودخل الحكومة اليونانية وزيراً بدون حقيبة. واستقال من هذا المنصب في العام التالي. في عام 1946 رشحته جمعية الكتاب اليونانين للحصول على جائزة نوبل للآداب. في عام 1957، خسر الجائزة لألبير كامو بفارق صوت واحد. دُفِنَ على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون بالقرب من بوابة خانيا، لأن الكنيسة الأرثوذكسية رفضت دفنه في المقبرة. ومكتوب على قبره " لا آمل في شيء. لا أخشى شيئاً. أنا حر".