أحَلامٌ عَلى قَائِمَةِ الإنْتِظَار


في الحيِّ رجلٌ ساذج يظن أن كُل أنثى تفتح شرفتها وتبتسمُ للصباح و تغريد العصافير تبتسم له!

في الحيَّ رجلٌ آخر يشرب فنجان قَهوة أعدته زوجته البدينة، وينظر من أسفل نظاراته بشغفٍ إلى شرفة جارته الشَقراء!

في الحيَّ رجلٌ مُسنّ يغطي رأسه كل صَباح بأغطية السرير يَنتظر زوجته الحنون، وحين تتأخر يبدأ الصراخ والبكاء "لم تمُت بعد... ستأتي".

في الحيِّ طفلٌ صغير يَقطف لصديقته كُل صباحٍ وردة!...

في الحيِّ رجلٌ وحيد يخرُج لعملهِ صباحاً، يعود آخر النهار إلى المنزل الفارغ، من فتحة الباب المُقابل تُراقبه ابنة الجيران، يتمتم في سرِّه "لا أحد ينتظرني".

في الحيّ رجل يستيقظ قبل طلوع الفجر يرتدي حذائه الممزق ويغادر كيّ لا يرى وجوه أطفالهِ الجياع!

في الحيّ شابة جميلة تنتظر صديقها كل صباح عند الشجرة الكبيرة، تسرق من جيب معطفه الورد والحلوى!

في هذا الحيِّ... كل الأشياء تشتكي الوحدة والضجر، كُل الأشياء مُتعبة لأن لا أحد يُقدِّر قيمتها.
في هذا الحيَّ لا أحد يجيدُ الاستمتاع بما يملك! 
 
 
نبال قندس
كاتبة فلسطينية استطاعت تحقيق شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي والفيس بوك في فترة قصيرة.
صدر لها:
- يافا حكاية غياب ومطر.
- أحلام على قائمة الإنتظار

No comments:

Post a Comment

Twitter Bird Gadget