ويعلن عن عرضٍ سيقدم خلاله إجاباته في متحف الفن الحديث في بلباو في إسبانيا. بحضور أستاذه البروفيسور روبرت لانغدون ومسؤولة متحف الفن الحديث في بلباو أمبرا فيدال.
أثناء العرض تتفجر مفاجأة مقتله، ثمّ يُقتل رجال الدين المسلم واليهودي، ويبقى الأسقف النصراني وحيدًا.
يخوض روبرت لانغدون وأمبرا فيدال مغامرات لكشف الحقيقة ويتلقَّون تهديدات واسعة، كما يتعرض لانغدون لمحاولة قتل من قاتلٍ مأجور تصله رسائل بأسماء الأشخاص الذين يجب عليه قتلهم. يُعتقد بداية أنّها منظمة ماسونيّة، ولكنّ المفاجأة في النهاية تكون أمرًا غير متوقَّع للقارئ.
يستطيع لانغدون في النهاية إنقاذ حياة الأسقف، وتتكشَّف له الحقائق شيئًا فشيئًا حتى تصدمه الحقيقة أخيرًا.
إذ ينتحر الكمبيوتر الذكي "ونستون" ذاتيًا كجزء من خطة إدموند كيرش العلمية لضمان حماية الاكتشاف العلمي الحساس الذي قام به حول أصل الحياة ومستقبل البشرية. والسبب في انتحاره هو منع وقوع هذا الاكتشاف في أيدي الأشخاص أو الجماعات التي قد يستخدمونه لأغراض ضارة أو لتدمير الأدلة العلمية، والتحكم الاستبدادي بالمعرفة التي يحملها.
بهذا العمل، يُظهر كيرش حِرصه على أن تبقى المعلومات التي اكتشفها محمية حتى تصل إلى من يستحقها بشكل مسؤول، مما يعكس التوتر الحاد في الرواية بين العِلم والسلطة التقليدية التي تحاول السيطرة على المعرفة.
يبدأ لانغدون في الشك في مصداقية اكتشاف كيرش، بعد أن يتعرض هذا الأخير لمحاولة قتل. ثم يكتشف لانغدون وفيدال أن كيرش هو في الواقع نتاج تجربة علمية فاشلة. لقد حاولت منظمة سرية تسمى الجمعية من تجنيده، وهي منظمة مكرسة للحفاظ على أسرار الكون.
بعد بناء كيرش لكومبيوتره الذكي "ونستون" تخطط الجمعية لتدمير اكتشافه، حول نشأة الحياة من منظور علمي يفترض أن الحياة نشأت عبر الصدفة وفق تفاعل كيميائي في الأرض، لاعتقاد هذه الجمعية أنه سيؤدي إلى نهاية العالم. فيتمكن لانغدون وفيدال من إيقاف الجمعية، وكشف الحقيقة عن اكتشاف كيرش للعالم.
وتنتهي الرواية باكتشاف لانغدون أن هناك قوة إلهية وراء الكون. ويدرك أنه لا يمكن تفسير أصل الحياة والهدف منها من خلال العلم وحده.
أما بالنسبة لإدموند كيرش فيتضح لاحقًا أنه نجا من محاولة الاغتيال من خلال وجوده في مكان سري، حيث يعيش بعيدًا عن الأنظار، في حالة انعزال لكنه مستمر في متابعة أفكاره وأبحاثه العلمية حول أصل الحياة ومستقبل البشرية.
تعكس هذه النهاية بقاء كيرش على موقفه العلمي والجريء الذي يطرح تساؤلات كبرى حول الدين والعلوم، مع ترك الباب مفتوحًا لمزيد من النقاش حول أفكاره التي تهز المعتقدات التقليدية.
باختصار، نهاية إدموند كيرش تترك أثرًا قويًا بوجوده الحي وبقائه على قناعاته، مما يدعو القارئ للتفكير في مسألة الحقيقة والمعرفة وكيفية التعامل مع الأصول والغايات من منظور جديد.
الشخصيات الرئيسية في الرواية
- روبرت لانغدون البطل المُطلق لهذه الرواية وكل روايات دان براون، وهو أستاذ علم الرموز في جامعة هارفارد، توكل إليه مهمة كشف الألغاز في الرواية.
- أمبرا فيدال مديرة متحف غوغنهايم للفن الحديث في بلباو، مخطوبة للأمير جوليان ولي عهد إسبانيا، تكون الشريكة الملازمة لروبرت لانغدون خلال بحثه عن الحقيقة، وحلّ لغز مقتل كيرش.
- ونستون هو نظام رقمي يعتقد روبرت لانغدون بدايةُ أنّه بشري ولكنّه يفاجئه بأنّه نظام رقمي فائق الذكاء،
- لويس أفيلا أميرال سابق في البحرية الإسبانية، تُجنّده منظمة لقتل بعض شخصيات الرواية، ولكن في النهاية يتضح أنّ إحدى شخصيات الرواية هي مَن جنده.
- الأسقف أنطونيو فالديسبينو أسقف إسبانيا ورئيس برلمان الأديان وملازم ملك إسبانيا وشخصية نافذة في الرواية، تدور حوله الشبهات في كثير من الأحيان أنّه هو من أرسل القاتل المأجور.
الشخصيات الثانوية في الرواية
- إدموند كيرش ملياردير مُلحد، مقتله هو محور الرواية، ولكنه لا يظهر سوى في بداية الرواية.
- الحاخام يهودا كوفيس هو فيلسوف يهودي يكون في برلمان الأديان، يقتله الرجل الذي قتل إدموند كيرش.
- العلّامة سيد الفضل هو شخصية عربية مسلمة يكون عضوًا في برلمان الأديان ويُقتَل كذلك في ظروف غامضة.
- الأمير جوليان ولي عهد إسبانيا هو خطيب إمبرا فيدال ويظهر في بعض مشاهد الرواية ولكنّ حضوره قليل جدًّا.
- دييغو غارزا قائد الحرس الملكي الإسباني يظهر في بعض مشاهد الرواية.
حاول دان براون في هذه الرواية الإجابة عن أصل الجنس البشري وليس أصل الكون، وإلى أين نتّجه نحن البشر، مجيبًا بذلك عن السؤالين الأكثر تداولًا وإثارةً للجدل منذ بدء البشرية وحتى اليوم: "من أين أتيناه؟" و"إلى أين نحن ذاهبون؟"، من خلال منظور علمي حديث، وتقديم فرضية أن الحياة نشأت عبر تفاعلات كيميائية وطبيعية بعيدة عن التفسيرات الدينية التقليدية. وذلك ضمن إطار ديني علمي غلب عليه طابع الخيال العلمي المسلّي. لقد لعب دان براون هذه المرة على الوتر الفاصل بين الإلحاد والإيمان، مع تحيّزه غير المباشر نحو الإلحاد من خلال بطل الرواية الثانوي إدموند كيرش نفسه.
لذلك، سيلاحظ القارئ العربي بعض الاختلاف في هذه الرواية عن الروايات السابقة من ناحية الموضوع.
تحليل المغزى يمكن تلخيصه في النقاط التالية
- نقد للثوابت الدينية التي ترفض التغيير أو التقدم العلمي، ومن ثم احتكاك لمفهوم الإيمان مع التطورات العلمية المتسارعة.
- دعوة إلى التفكير في المستقبل الإنساني عبر العلم والتكنولوجيا (مثل الذكاء الاصطناعي والذكاء الرقمي)، وكيف يمكن أن تعيد صياغة معنى الإنسان ومصيره.
- عرض للأفكار الصادمة التي قد تهزّ معتقدات البعض، لا لإقصاء الدين ولكن لفتح نقاش حضاري وعلمي حول الحقيقة والوجود.
- إظهار كيف يمكن للمعرفة العلمية أن تكون قوة للتحرر الفكري، لكنها تتطلب شجاعة لإعادة النظر في الموروثات والقناعات.
فالرواية تعبِّر عن مغزى فلسفي عميق يدعو للنقاش المتوازن بين العِلم والدين، مع الاعتراف بأن الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدًا من أي جانب بمفرده، وأن الإنسان بحاجة لفهم مشترك يجمعهما لتحقيق تقدم مستدام في الوعي الإنساني.
كما تُبرِز صراع التوازن بين الدين والعلم، لكنها تترك القارئ مع إحساس بأن رحلة البحث عن الحقيقة مستمرة، وأن كل شخصية تحمل معها درسًا أو رسالة تتعلق بالإيمان والمعرفة والمستقبل.
أما الكومبيوتر الكبير "ونستون" النظام الرقمي المتطور فهو ليس مجرد جهاز كمبيوتر عادي، بل هو ذكاء اصطناعي مبرمج لمساعدة كيرش في إجراء الأبحاث العلمية المعقدة، وتحليل البيانات الهائلة التي جمعها طوال حياته.

يرمز ونستون في الرواية إلى المستقبل العلمي والتكنولوجي، ويعكس التداخل بين الذكاء الاصطناعي والمعرفة البشرية، مما يعزز فكرة الرواية حول أهمية العلوم والتقنية في فهم أصل الإنسان ومستقبله.
وفي النهاية، تبرز الرواية أهمية الحوار بين العلم والدين، مع قبول مبدأ أن الحقيقة يمكن أن تكون مركبة وغير حصرية. الشخصيات تتعامل مع تبعات هذا الاكتشاف بطرق مختلفة، مما يعكس التنوع في ردود الفعل الإنسانية تجاه العلم والروحانية.
بالتالي فرواية "الأصل" ليست مجرد رواية إثارة، بل عمل ينقل رسالة فلسفية عميقة عن أصل الإنسان، مستقبل المعرفة، والتوازن بين العلم والدين كسبيل لفهم أعمق للوجود.
صدرت عام 2017 وحققت نجاحًا كبيرًا، وأثارت نقاشات حول العلاقة بين العلم والدين ومستقبل البشرية.
تم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 2018.
دان براون 22 يونيو 1964
دان براون هو كاتب أمريكي مشهور بروايات الإثارة والغموض التي تجمع بين التاريخ والدين والعلم والتكنولوجيا.
وُلد في ماساتشوستس/ الولايات المتحدة.
بدأ في كتابة الروايات متأخرًا نسبيًا، لكنه حقق شهرة واسعة عالميًا مع صدور روايته شيفرة دافنشي التي أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا وتُرجمت إلى عدة لغات.
تتميز أعماله بأسلوبها السردي المشوِّق والمؤامرات المعقدة التي غالبًا ما تدور حول أسرار تاريخية ودينية، مع دمج معلومات علمية وثقافية دقيقة.
يُعتبر دان براون من أشهر كتاب الإثارة المعاصرين، أثرت رواياته على الثقافة الشعبية من خلال تحويل بعضها إلى أفلام سينمائية ناجحة، وهو مستمر في إنتاج أعمال تجمع بين الفكر والتشويق والبحث عن الحقيقة.
أعماله
الحصن الرقمي 1998
ملائكة وشياطين 2000
حقيقة الخديعة 2001
شيفرة دافنشي 2003
الرمز المفقود 2009
الجحيم 2013
الأصل 2017
تحولت روايات دان براون لأفلام سينمائية، وهي:
فيلم شيفرة دافنشي
فيلم ملائكة وشياطين
فيلم الجحيم
قامت شركة كولومبيا السينمائية بالشروع بإنتاج فيلم مقتبس من رواية الرمز المفقود وجميعهم من بطولة الفنان توم هانكس.