كمال توما صبي يهرب بعد غرق أخيه الأصغر في نهر دجلة، خوفاً من بطش أبيه. فهذا الأخير كان سكيراً، تزوج امرأة أخرى بعد وفاة أم كمال، فكانت هذه الزوجة تمارس أقسى شرور نفسها على كمال الذي لم يجد ملاذاً من قسوة أبيه وزوجة أبيه إلا في حضن شقيقته جانيت.
أنجبت هذه الزوجة طفلاً- ريمون- كانت تؤثره على الطفل كمال، مما سبب له تعاسة دائمة، لكنه لم يكره أخاه، بل بالعكس كان يحبه ويحرص عليه أشد الحرص.
أما الغرق فلم يكن كمال مسؤولاً عنها، وفي التفاصيل أن مجموع من الأولاد الأشرار كانوا يعتدون دائماً على كمال، مستغلين جبنه وقلة حيلته.
يوم غرق أخيه، كان هذا الأخير قد تعلق بقدم كمال كي يأخذه إلى النهر، وهناك هجم عليه الأولاد وأبرحوه ضرباً، وعندما حاول المسكين ريمون أن يدافع عن كمال، ركله أحد الصبية فألقاه في النهر!
لم يُعثر على جثة الطفل، فاضطر كمال أن يهرب من بطش أبيه.
فاختبئ في بستان الجن وهو بستان لا يدخله أحد بسبب حكايات الأهالي عن أن الجن يسكن فيه، لكن كمال وولد آخر كانا يدخلانه خلسة، في جوف ذلك البستان عثر كمال على حجر صغير، التقطه قبل أن حضر صديقه ويطلب منه أن يهرب، فقد سمع والد كمال يُقسم أن يذبحه.
في بغداد يعيش أقسى أيامه في التشرد، التعرض للجوع والبرد، لكنه يكتشف ضالته في ذلك الحجر العجيب الذي يعينه على الاستمرار، وذلك بأن يضع الحجر في فمه كلما أراد أن يزيل خوفه وغضبه.
أثناء تشرده بين الأزقة، يتعرف على مصور محترف، هو الذي سيضعه في موعد مع قدره، كإنسان وكمصور.
يصبح كمال مصوراً جوالاً يحمل الكاميرا ويجوب الأسواق والأزقة مؤرخاً حياة الناس والمدينة.
أسكنه المعلم خليل في غرفة تتبع الأستديو، استصدر له هوية، وعلمه المهنة، وبعد وفاته أورثه كل ما يملك. ولم يكن له صديق أو أنيس إلا العم خليل، حين خذلته حبيبته نادية وتزوجت وغادرت البلاد.
مع مضي السنين ومرور البلاد في منعطفات حادة، تحتل الميليشيات الحي الذي يسكن فيه كمال، لتنقلب حياته رأساً على عقب بعدما يداهم الخوف سلامه الشخصي الذي حاول دوماً الحفاظ عليه.
يتعرض إلى محاولة قتل، بسبب تصويره رجال الميلشيات أثناء المظاهرات وهم يخطفون صبية اسمها حنين، سبق أن التقط لها صورة.
لكنه ينجو ويرمي الحجر في النهر ثم يقرر الانتقام!
... وبسبب حبيبته نادية التي عادت إلى الوطن وإليه، والتي ناضلت من أجل استعادة معرض والدها للصور، يتأخر عن موعد اللحاق بغريمه قبل أن يغادر الوطن.
يرمز حجر السعادة الأزرق المضمن في الرواية إلى التميمة التي حاول البطل الضعيف كمال توما الاستعانة بها كي يحقق سعادته، فكان هذا الحجر "اللعنة" تجسيداُ لثقافة الخمول والسكون والطمأنينة، ومانعاً إياه من الثورة على العادات والتقاليد والخروج من كهف الخضوع والانطلاق نحو الحرية.
أزهر جرجيس
كاتب وروائي عراقي من مواليد بغداد، العراق، عام 1973، عمل صحفياً في العراق منذ العام 2003 ونشر العديد من المقالات والقصص في الصحف والدوريّات المحلية والعربية.

ألف أزهر جرجيس كتاباً ساخراً عن الميليشيات الإرهابية في العراق، عام 2005، بعنوان "الإرهاب.. الجحيم الدنيوي" وتعرّض بسببه إلى محاولة اغتيال اضطر على إثرها للهرب خارج البلاد، هاجر إلى سوريا ثم الدار البيضاء قبل أن يصل إلى منفاه الأخير في مملكة النرويج ويقيم فيها بشكل دائم.
يعمل في الوقت الحالي محرّراً أدبياً ومترجماً بين اللغتين العربية والنرويجية.
من مؤلفات أزهر جرجيس مجموعتان قصصيتان:
- فوق بلاد السواد 2015
- صانع الحلوى 2017
روايته الأولى "النوم في حقل الكرز" (2019) التي ترشحت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2020.
"حجر السعادة" (2022) هي روايته الثانية.
نالت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، في دورتها لعام 2023.
تدور أحداث رواية "حجر السعادة" بين مدينتَي الموصل وبغداد خلال الفترة الزمنية 1962 ـ 2018.
أنجبت هذه الزوجة طفلاً- ريمون- كانت تؤثره على الطفل كمال، مما سبب له تعاسة دائمة، لكنه لم يكره أخاه، بل بالعكس كان يحبه ويحرص عليه أشد الحرص.
أما الغرق فلم يكن كمال مسؤولاً عنها، وفي التفاصيل أن مجموع من الأولاد الأشرار كانوا يعتدون دائماً على كمال، مستغلين جبنه وقلة حيلته.
يوم غرق أخيه، كان هذا الأخير قد تعلق بقدم كمال كي يأخذه إلى النهر، وهناك هجم عليه الأولاد وأبرحوه ضرباً، وعندما حاول المسكين ريمون أن يدافع عن كمال، ركله أحد الصبية فألقاه في النهر!
لم يُعثر على جثة الطفل، فاضطر كمال أن يهرب من بطش أبيه.
فاختبئ في بستان الجن وهو بستان لا يدخله أحد بسبب حكايات الأهالي عن أن الجن يسكن فيه، لكن كمال وولد آخر كانا يدخلانه خلسة، في جوف ذلك البستان عثر كمال على حجر صغير، التقطه قبل أن حضر صديقه ويطلب منه أن يهرب، فقد سمع والد كمال يُقسم أن يذبحه.
في بغداد يعيش أقسى أيامه في التشرد، التعرض للجوع والبرد، لكنه يكتشف ضالته في ذلك الحجر العجيب الذي يعينه على الاستمرار، وذلك بأن يضع الحجر في فمه كلما أراد أن يزيل خوفه وغضبه.
أثناء تشرده بين الأزقة، يتعرف على مصور محترف، هو الذي سيضعه في موعد مع قدره، كإنسان وكمصور.
يصبح كمال مصوراً جوالاً يحمل الكاميرا ويجوب الأسواق والأزقة مؤرخاً حياة الناس والمدينة.
أسكنه المعلم خليل في غرفة تتبع الأستديو، استصدر له هوية، وعلمه المهنة، وبعد وفاته أورثه كل ما يملك. ولم يكن له صديق أو أنيس إلا العم خليل، حين خذلته حبيبته نادية وتزوجت وغادرت البلاد.
مع مضي السنين ومرور البلاد في منعطفات حادة، تحتل الميليشيات الحي الذي يسكن فيه كمال، لتنقلب حياته رأساً على عقب بعدما يداهم الخوف سلامه الشخصي الذي حاول دوماً الحفاظ عليه.
يتعرض إلى محاولة قتل، بسبب تصويره رجال الميلشيات أثناء المظاهرات وهم يخطفون صبية اسمها حنين، سبق أن التقط لها صورة.
لكنه ينجو ويرمي الحجر في النهر ثم يقرر الانتقام!
... وبسبب حبيبته نادية التي عادت إلى الوطن وإليه، والتي ناضلت من أجل استعادة معرض والدها للصور، يتأخر عن موعد اللحاق بغريمه قبل أن يغادر الوطن.
يرمز حجر السعادة الأزرق المضمن في الرواية إلى التميمة التي حاول البطل الضعيف كمال توما الاستعانة بها كي يحقق سعادته، فكان هذا الحجر "اللعنة" تجسيداُ لثقافة الخمول والسكون والطمأنينة، ومانعاً إياه من الثورة على العادات والتقاليد والخروج من كهف الخضوع والانطلاق نحو الحرية.
أزهر جرجيس
كاتب وروائي عراقي من مواليد بغداد، العراق، عام 1973، عمل صحفياً في العراق منذ العام 2003 ونشر العديد من المقالات والقصص في الصحف والدوريّات المحلية والعربية.

ألف أزهر جرجيس كتاباً ساخراً عن الميليشيات الإرهابية في العراق، عام 2005، بعنوان "الإرهاب.. الجحيم الدنيوي" وتعرّض بسببه إلى محاولة اغتيال اضطر على إثرها للهرب خارج البلاد، هاجر إلى سوريا ثم الدار البيضاء قبل أن يصل إلى منفاه الأخير في مملكة النرويج ويقيم فيها بشكل دائم.
يعمل في الوقت الحالي محرّراً أدبياً ومترجماً بين اللغتين العربية والنرويجية.
من مؤلفات أزهر جرجيس مجموعتان قصصيتان:
- فوق بلاد السواد 2015
- صانع الحلوى 2017
روايته الأولى "النوم في حقل الكرز" (2019) التي ترشحت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2020.
"حجر السعادة" (2022) هي روايته الثانية.
نالت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، في دورتها لعام 2023.
تدور أحداث رواية "حجر السعادة" بين مدينتَي الموصل وبغداد خلال الفترة الزمنية 1962 ـ 2018.
No comments:
Post a Comment