لما تسمعين الضحكات
ستذكرين دموعي..
ولما ترين الغدر
ستذكرين وفائي..
ولما تشعرين بقسوة البشر
ستذكرين شفقتي
وستبكين
كما بكيت أنا من قبل
وسيغدر بك الزمان
كما غدرت بي
وسيقسو عليك البشر
كما قسوت عليّ
تلك نبوءتي
يا طفلتي المسكينة
فليتها كاذبة
وليتك لا تذكريني
فإن في ذكراي
شقاء وحسرة
***
على شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال. ومن فوقهم السماء تمتدّ في سكون إلى اللانهاية. وإزائهم الأمواج المضطربة تزمجر. وعلى شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال في هياج ومرح، وهم يتخذون من الرمال قصوراً، ومن الأصداف الفارغة لُعباً؛ ويشيدون من الأوراق الذابلة قوارب يدفعون بها على صفحة الماء الغَمْر في لذة. إن الأطفال يجدون السلوى على شاطئ بحر الكون.
إنهم لا يستطيعون السباحة، ولا يعرفون كيف تُلقى الشباك. إن الغواص يندفع يفتش عن اللآلئ، والتاجر ينطلق على الفلك يجمعها؛ ولكن الأطفال يجمعون الحصى وينثرونه، لأنهم لا ينقبون عن الكنوز الخفية؛ فهم لا يعرفون كيف تُلقى الشباك. البحر يموج كأنه يقهقه. ورمال الشاطئ الصفراء تشف عن بسمة رقيقة. والأمواج إلى جانب الأطفال تردد أغاني لا معنى لها، كأنها صوت أم تهدهد طفلها وهو في مهده. إن البحر يداعب الأطفال. ورمال الشاطئ الصفراء تشف عن بسمة رقيقة.
على شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال، والعاصفة تزمجر في الفضاء، والسفن تتحطم في مجاهل الأمواه. الموت هناك. وهنا الأطفال يلعبون. على شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال لقاءهم العظيم.
***
أيها الطفل .. إنك لتنقل الى قلبي
لغو الريح والماء
وأحلام السحاب .. وأسرار الأزهار الخبيئة بلا كلمات
ونظرة السماء الصاحيه .. الخرساء من عجب ودهشه
***
يقول النجم :
دعوني أشعل سراجي
دون أن يستوضح البته
عما اذا كان نوره سيبدد الظلمة
***
عندما أجول ببصري من حولي، أقع على أطلال مدنية مغرورة تنهار وتتبعثر في أكوام هائلة من التفاهة والعبث. ومع ذلك فلن أذعن للخطيئة المميتة في فقدان الإيمان بالإنسان بل إنني بالحري سأثبِّت نظري نحو مطلع فصل جديد من فصول تاريخه عندما تنتهي الكارثة ويعود المناخ رائقاً ومتناغماً مع روح الخدمة والتضحية سيأتي يوم يعاود فيه الإنسان، ذلك الكائن الأبيّ، خطّ مسيرته الظافرة على الرغم من كافة العراقيل، ليعثر على ميراثه الإنساني الضائع.
***
أنا أعلم أنه سيأتي يوم أضيع فيه هذه الأرض عن ناظري .. إن الحياة تغادرني في صمت، بعد أن تسدل على عيني الستار الأخير، ومع هذا فإن النجوم ستتلامح ساهرة في الليل، وسيسفر الفجر كما أسفر أمس وستمتلئ الساعات كما تمتلئ أمواج البحر حاملة اللذات والآلام.
***
أي هدية تقدمها إلى الموت يوم يقدم ليقرع بابك؟ آه ، سأضع أمام زائري كأس حياتي المترعة ولن أدعه يعود فارغ اليدين .. كل قطوف كرومي العذبة، من أيام خريفي وليالي صيفي .. كل حصاد حياتي الدؤوب وجناها سأضعه أمامه حين ينتهي أجل أيامي يوم يقدم الموت ليقرع بابي.
***
سأنظم بدموع آلامي عقوداً من الدرر أزين بها عنقكِ يا أمي، وحزني سيبقى لي وحدي، لقد انطفأ المصباح الذي كان ينير ظلماتي.
لقد حرمني القدر أمي وأنا بعد فتى صغير، فأصبحت وحيداً ألوذ بنافذتي وأتأمل في الطبيعة وارتسم في مخيلتي ما يترقرق في الكون من صور شتى، لقد كانت الطبيعة رفيقي الذي وجدته إلى جواري دائما.
روبندرونات طاغور:
شاعر و مسرحي و روائي بنغالي. ولد عام 1861 في القسم البنغالي من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه وأشقاؤه ومدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً
مسرحياً وشاعراً وكذلك درس رياضة الجودو.
درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 .
نبذ فكرة التعصب التي سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة وتجلى ذلك في روايته (جورا) التي فضحت التعصب الهندوسى فتسبب ذلك استياء أهله ،فسافر إلى إنجلترا عام 1909 ليصيب شهرة بعد ترجمة العديد من أعماله للغة الإنجليزية.
قدم طاغور للتراث الإنساني أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية بين طويلة وقصيرة وثماني مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، وإلى جانب الأدب اتجهت عبقرية طاغور إلى الرسم، الذي احترفه في سن متأخر نسبيا، حيث أنتج آلاف اللوحات، كما كانت له صولات إبداعية في الموسيقى، وتحديدا أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنغلاديش.
درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 .
نبذ فكرة التعصب التي سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة وتجلى ذلك في روايته (جورا) التي فضحت التعصب الهندوسى فتسبب ذلك استياء أهله ،فسافر إلى إنجلترا عام 1909 ليصيب شهرة بعد ترجمة العديد من أعماله للغة الإنجليزية.
قدم طاغور للتراث الإنساني أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية بين طويلة وقصيرة وثماني مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، وإلى جانب الأدب اتجهت عبقرية طاغور إلى الرسم، الذي احترفه في سن متأخر نسبيا، حيث أنتج آلاف اللوحات، كما كانت له صولات إبداعية في الموسيقى، وتحديدا أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنغلاديش.
أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق... أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل.
ReplyDeleteهكذا تحدث طاغور عن نفسه