للكاتب الصيني: واي جنشو
ترجمها: ابراهيم درغوثي
استعرض رجل مع طفله القرود في حديقة الحيوانات ، فقال:
- هل تعرف أسماء هذا النوع من الحيوانات؟
فأجابه الطفل:
- لا أعرف يا أبي.
وظل يتابع بعينيه القرود وهي تقفز في كل الاتجاهات.
- تذكر يا بني إن هذا النوع من الحيوانات يسمى القرد، وهو حيوان وجد في هذا العالم لتسلية الإنسان.
هكذا حدث الوالد ولده بحكمة الكبار، لكن الابن تساءل:
هل حقاً ما تقول يا أبي؟
فرد عليه الأب:
أنت لا تصدق كلامي؟ أنظر إذن.
وأخرج من حقيبته حبة فول سوداني رماها في القفص، وراء ظهر القرد الكبير الذي استدار بخفة عجيبة نصف دورة قبل أن يختطف حبة الفول الطائرة بفمه. وعاد فاستخرجها بقائمته الأمامية، فقشرها وأكلها مكشرا تكشيرات مضحكة.
وجد الطفل أن القرد أتى عجباً فانفجر ضاحكاً.
وأبهجت الأب حركات الحيوان، فرمى حبة فول سوداني أخرى داخل القفص مباشرة، فوق مؤخرة القرد الذي أنجز تمارين المرة السابقة: استدار وقفز، فاختطف الفولة بفمه "على الطائر" ثم استخرجها، فقشرها وأكلها.
وتشجع الرجل، فواصل رمي الفول السوداني حبة وراء حبة داخل القفص. والقرد الكبير يختطف الفول ليأكله أو ليوزعه على صغاره المتجمهرين حوله.
وغادر الأب وابنه المكان متحسرين بعد أن فرغ الكيس الكبير من حبات الفول.
في طريق عودتهم إلى المنزل سأل الطفل أباه:
- أبي، لماذا كنت في كل مرة تقذف بحبات الفول وراء ظهر القرد الكبير؟
- لقد قمت بذلك متعمدا حتى أجعل القرد الكبير يدور ويستدير. فلو رميت الحبات في وجهه لما كان مضحكاً بذلك الشكل.
هكذا عبر الرجل عن رضاه بما أنجز ذلك اليوم.
وأفحمت الإجابة الولد، فهتف:
- كم أنت ماكر يا أبي.
فأضاف الأب:
- يظن القرد نفسه ذكياً دون أن يعلم أن الإنسان قادر على أن يجعله يقع بسهولة في فخاخه.
وا أسفي عليك أيها القرد.
في حديقة الحيوانات، أشارت قردة كهلة إلى عدد من البشر واقفين أمام القفص وسألت طفلها:
- هل تعرف ما يسمى هذا النوع من الحيوانات؟
أجاب الطفل القرد:
- لا أعرف.
وظل يتفرس في وجوه المتفرجين الضاجين بالكلام.
فواصلت القردة:
- تذكر يا بني أن هذا النوع من الحيوانات اسمه الإنسان. وهو لعبة ما وجدت إلا لتسليتنا خصيصاً نحن القردة.
فرد عليها القرد الصغير مشككاً في كلامها:
- هل حقا ما تقولين يا أمي؟
- أنت لم تصدق كلامي؟ سترى...
في هذه اللحظة، بدأ رجل كهل في إلقاء حبات الفول السوداني داخل القفص، وراء ظهر القردة التي استدارت بخفة عجيبة، فترددت هنيهة قبل أن تختطف الفولة الطائرة لترمي بها في فمها. ثم عادت فاستخرجتها بقائمتها الأمامية وقشرتها وأكلتها وهي تومئ إماءات مضحكة.
وظلت القردة تقوم بأدوارها، والرجل يرمي الفول السوداني وراء ظهرها إلى أن أفرغ الكيس الكبير داخل القفص.
وذهب الزوار، فسأل القرد الصغير أمه:
- لماذا تلقيت الفولات بفمك يا أمي؟
فخورة بإنجازها، قالت القردة:
- لو اختطفتها بقائمتي، هل كان الرجل سيواصل إلقاء الفول داخل القفص؟
فصاح القرد الصغير معجباً بأمه:
- كم أنت عظيمة أيتها الأم.
فأضافت القردة والدنيا لا تكاد تسعها:
- الإنسان، نوع من الحيوانات يظن نفسه شديد الذكاء لكنه لا يدري أننا نستطيع خداعه بسهولة نحن القردة.
يا لبؤسك أيها الإنسان...
مشكلة الانسان أنه يعتقد نفسه أذكى مخلوقات الله، لذا فهو يتسلى... يقسو... يعذب... يستخدم من دون رحمة جميع أنواع الحيوانات، غافلاً عن حقيقة أن الحيوان كائن حيّ يشعر بالتعب مثله، ويشعر بالجوع مثله، ويشعر بالسعادة مثله... وبالتأكيد هو ماكر بغريزته لربما أحياناً أكثر من الانسان نفسه. ضع نفسك مكان الحيوان أيها الانسان لعلك تعرف كيف يراك هذا الحيوان
ReplyDeleteالإنسان يتخيل نفسه مركز الكون هههه
ReplyDelete