من أشهر الأمثال الشعبيّة مثل "حكاية إبريق الزّيت"، بل لعلّه أشهرها جميعاً. فنحن نقول عن كلّ تكرار في الكلام واجترار للمعاني "مثل حكاية إبريق الزّيت".
وخبر هذه الحكاية: يُحكى أنّ كاهناً حسن النيّة متوقّد الحميّة لاحظ أنّ كنيسته المكرّسة على اسم مار الياس صارت قديمة وغير لائقة بشفيع القرية، قال: "هذا غير مقبول حقاً".
واغتنم الكاهن مناسبة القدّاس، وبعد قراءة الإنجيل المقدّس، وقف في باب الهيكل وقال:
- سأحكي لكم حكاية إبريق الزيت. فقد انحبس المطر عن الأرض وهلك كثيرون جوعاً. وصدف أن مرّ مار الياس بامرأة تقشّ عيداناً يابسة وطلب منها كسرة خبز. ولم تكن المرأة تعرف مار الياس، فقالت:
- حيّ هو الربّ، ليس عندي سوى حفنة من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الإبريق، وها أنذا أقشّ العيدان لأرجع وأخبز فطيرة لي ولابني لنأكلها ثم نموت.
فقال لها مار الياس:
- لا تخافي فإن كوار الدقيق في بيتك لن يفرغ بعد الآن، وإبريق الزيت لن ينقص، أدخلي واعملي فطيرتك واقسميها فيما بيننا نحن الثلاثة.
وصدق مار الياس مع المرأة. فلم يفرغ كوارها بعد ذلك، ولم ينقص إبريقها من الزيت. وأضاف الكاهن:
- ومار الياس يقول لكم الآن أنّ بيته صار قديماً لا يليق بشفيع قريتنا. أعطوه ممّا عندكم من الزيت وهو يبارك خيرات بيوتكم ويكون صادقاً معكم كما صدق مع المرأة الفقيرة.
ومضى كلّ رجل إلى بيته وأتى بما تيسّر من الزيت- لأنّ الزيت كانت المنتوج الرئيسيّ في القرية.
لكنّ ذلك لم يكن كافياً لبناء كنيسة جديدة لمار الياس، فراح الكاهن يكرّر حكاية إبريق الزيت مع كلّ قدّاس، وراح المؤمنون يتبرّعون بحماسة وغيرة، حتى تمّ أخيراً بناء الكنيسة.
وصارت حكاية إبريق الزيت مثلاً شعبياً نعود إليه كلّما ناسبته المناسبة.
من كتاب حيص بيص
سلام الراسي
أديب لبناني ولد في قرية إبل السقي في قضاء مرجعيون. يلقبه أهل الجنوب بـ "أبو علي".
هو أحد من أعمدة التراث الحكائي وتراث الأمثال والفلكلور وكل ما يخص التجربة الشعبية اللبنانية وتجربة المنطقة اللبنانيّة الريفية الجنوبية بشكل عام. وقد عُرِف سلام الرّاسي بلقب "شيخ الأدب الشّعبي" وتمتاز كتاباته بسلاسة الأسلوب وقدرة المزج ما بين اللغة الفصحى والمحكيّة.
كتب الشعر والزجل شاباً ثم تحول إلى جمع المأثور الشعبي ومجمل أصناف الأدب القروي.
نال عدداً من الأوسمة والتكريمات تليق به وبمقامه.
نشر أول كتبه "لئلا تضيع" سنة 1971 حين كان عمره 60 عاماً، وبقي يكتب وينشر حتى التسعين.
مؤلفاته لئلا تضيع 1971
في الزوايا خبايا 1974
حكي قرايا وحكي سرايا 1976
شيح بريح 1978
الناس بالناس 1980
حيص بيص 1983
الحبل على الجرار 1988
جود من الموجود 1991
ثمانون 1993
القيل والقال 1994
قال المثل 1995
الناس أجناس 1995
أقعد أعوج وإحكي جالس 1996
من كل وادي عصا 1998
السيرة والمسيرة 1998
ياجبل ما يهزك ريح 2000
أحسن أيامك، سماع كلامك 2001
حكايات أدبية من الذاكرة الشعبية 2002
كتب الشعر والزجل شاباً ثم تحول إلى جمع المأثور الشعبي ومجمل أصناف الأدب القروي.
نال عدداً من الأوسمة والتكريمات تليق به وبمقامه.
نشر أول كتبه "لئلا تضيع" سنة 1971 حين كان عمره 60 عاماً، وبقي يكتب وينشر حتى التسعين.
مؤلفاته لئلا تضيع 1971
في الزوايا خبايا 1974
حكي قرايا وحكي سرايا 1976
شيح بريح 1978
الناس بالناس 1980
حيص بيص 1983
الحبل على الجرار 1988
جود من الموجود 1991
ثمانون 1993
القيل والقال 1994
قال المثل 1995
الناس أجناس 1995
أقعد أعوج وإحكي جالس 1996
من كل وادي عصا 1998
السيرة والمسيرة 1998
ياجبل ما يهزك ريح 2000
أحسن أيامك، سماع كلامك 2001
حكايات أدبية من الذاكرة الشعبية 2002
No comments:
Post a Comment