الفيلسوف اللبناني: جبران
خليل جبران
عند الفجر قبيل بزوغ الشمس من وراء الشفق جلست في وسط الحقل أناجي الطبيعة في تلك الساعة المملوءة طهراً وجمالاً بينما كان الانسان مستتراً طي لحف الكرى تنتابه الاحلام تارة واليقظة تارة اخرى كنت متوسداً الاعشاب استفسر كل ما أرى عن حقيقة الجمال واستحكي ما يرى عن جمال الحقيقة .
ولما فصلت تصوراتي بيني وبين البشريات وأزاحت تخيلاتي برقع المادة عن ذاتي المعنوية شعرت بنمو روحي يقربني من الطبيعة ويبين لي غوامض اسرارها ويفهمني لغة مبتدعاتها .
وبينما كنت على هذه الحالة مر النسيم بين الاغصان متنهداً تنهد يتيم يائس ، فسألت مستفسراً : لماذا تتنهد يا أيها النسيم اللطيف ؟ فأجاب : لأنني ذاهب نحو المدينة مدحوراً من حرارة الشمس . الى المدينة حيث تتعلق بأذيالي النقية مكروبات الامراض وتتشبث بي أنفاس البشر السامة . من أجل ذلك تراني حزيناً .
ثم التفت نحو الازهار فرأيتها تذرف من عيونها قطرات الندى دمعاً، فسألت : لماذا البكاء يا ايتها الازهار الجميلة، فرفعت واحدة رأسها اللطيف وقالت : نبكي لأن الانسان سوف يأتي ويقطع أعناقنا ويذهب بنا نحو المدينة ويبيعنا كالعبيد ونحن حرائر، واذا ما جاء المساء وذبلنا رمى بنا الى الأقذار. كيف لا نبكي ويد الانسان القاسية تفصلنا عن وطننا الحقل؟
وبعد هنيهة سمعت الجدول ينوح كالثكلى، فسألته : لماذا تنوح يا أيها الجدول العذب ؟ فأجاب لأنني سائر كرهاً الى المدينة حيث يحقرني الانسان ويستعيض عني بعصير الكرمة ويستخدمني لحمل أدرانه. كيف لا أنوح وعن قريب تصبح نقاوتي وزراً وطهارتي قذراً ؟
ثم أصغيت فسمعت الطيور تغني نشيداً محزناً يحاكي الندب فسألتها : لماذا تندبين يا ايتها الطيور الجميلة ؟ فاقترب مني عصفور ووقف على طرف الغصن وقال : سوف يأتي ابن آدم حاملاً آلة جهنمية تفتك بنا فتك المنجل بالزرع، فنحن نودع بعضنا بعضاً لأننا ولا ندري من منا يتملص من القدر المحتوم. كيف لا نندب والموت يتبعنا أينما سرنا ؟
طلعت الشمس من وراء الجبل وتوجت رؤوس الاشجار بأكاليل ذهبية وانا اسأل ذاتي :
لماذا يهدم الانسان ما تبنيه الطبيعة ؟
جبران
خليل جبران:
فيلسوف وشاعر وكاتب ورسام لبناني، ولد في 1883 في بلدة بشري شمال لبنان
وتوفي في نيويورك 1931 بداء السل. هاجر وهو صغير مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام
1895 حيث بدأ مشواره الأدبي.
اشتهر عند العالم الغربي بكتابه الذي تم نشره سنة 1923 وهو كتاب النبي.
كانت عائلة جبران فقيرة، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، بدلاً من ذلك كان قسيس يأتي لجبران إلى المنزل ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية.
أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية مع كلِّ من ميخائيل نعيمة، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة.
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.
كتبه بالعربية:
الأرواح المتمردة 1908
الأجنحة المتكسرة 1912
دمعة وابتسامة 1914
المواكب 1918
العواصف (رواية).
البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة. نشر في مصر عام 1923.
عرائس المروج
نبذة في فن الموسيقى
كتبه بالإنكليزية:
المجنون 1918
السابق 1920
النبي 1923
رمل وزبد 1926
يسوع ابن الإنسان 1928
آلهة الأرض 1931
التائه 1932
حديقة النبي 1933
الأعلام للزركلي.
وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحقق له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.
وأراد أن تكتب هذه الكلمة على قبره:
«أنا حي مثلك وأنا واقف الآن إلى جانبك فاغمض عينيك والتفت تراني أمامك».
كانت عائلة جبران فقيرة، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، بدلاً من ذلك كان قسيس يأتي لجبران إلى المنزل ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية.
أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية مع كلِّ من ميخائيل نعيمة، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة.
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.
كتبه بالعربية:
الأرواح المتمردة 1908
الأجنحة المتكسرة 1912
دمعة وابتسامة 1914
المواكب 1918
العواصف (رواية).
البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة. نشر في مصر عام 1923.
عرائس المروج
نبذة في فن الموسيقى
كتبه بالإنكليزية:
المجنون 1918
السابق 1920
النبي 1923
رمل وزبد 1926
يسوع ابن الإنسان 1928
آلهة الأرض 1931
التائه 1932
حديقة النبي 1933
الأعلام للزركلي.
وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحقق له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.
وأراد أن تكتب هذه الكلمة على قبره:
«أنا حي مثلك وأنا واقف الآن إلى جانبك فاغمض عينيك والتفت تراني أمامك».