النص من التراث الافريقي:
قديماً، لم يكن للحيوانات ذيل . لم يكن الحصان يقدر أن يذُبّ الذباب . وكان السنجاب يجد مشقّة دون ذيل في القفز من غصن إلى غصن. ولم يكن الثعلب أكثر جمالاً منهما دون ذيل ، ولا الأسدُ أيضاً !
قرّر الأسد ، ملك الحيوانات الحكيم ، معالجة هذه الوضعية . فكّر
مدّة طويلة في طريقة يتوخّاها . وفي النهاية استدعى الأسد الثعلب لمشورته.
قال الثعلب متوقعا : " لا يمكن أن تحصل الحيوانات كلّها على الذّيل نفسه ."أجاب الأسد :" أعلم هذا أنا أيضاً . ولكن ، كيف أفصل بين الحيوانات ؟"
فكّر الثعلب لحظة ثم أعلن : "الأمر بسيط . يحصل الذين يأتون الأوائل على الذيول الجميلة!"
قال الأسد مُمْتثلا: " فكرة ممتازة ! اعْـدُ سريعاً في الغابة وأعلِم الحيوانات جميعاً بأن يحضروا عند الزوال على ضفة الجدول لتوزيع الذيول ."
نقل الثعلب الرسالة ، ثم عدا بسرعة نحو الجدول ليصل الأول.
تبعه مباشرة الحصان والسنجاب والقط والكلب . وهي الحيوانات التي تحضر دائماً الأولى عند توزيع شيء ما . ثم جاءت بقية الحيوانات : الفيل والخنزير والأرنب لتكون الأخيرة .
لمّا اجتمعت الحيوانات كلها في فُـرجة من الغابة ، جعل الأسد يوزّع الذيول . ابتدأ بنفسه . كان ذيلاً رائعاً ، طويلاً ، ذهبياً منتهياً بمنفضة ريش . بعد ذلك ، خصّ الأسد الثعلب والسنجاب بذيلين جميلين جداً وكثيفين . آثر الحصان ذيلا رائعا مختوماً . وتحصّل الكلب والقط أيضاً على ذيلين جميلي المنظر .ولكن ّ الحيوانات التي حضرت الأخيرة وجدت نفسها محرومة . حصل الفيل على خيط ضئيل في طرفه بعض الحرير . انه متألّم لأنّه يحمل كذلك خرطوماً هابطاً . أمّا ذيل الخنزير فقد كان دقيقاً جداً مثل دودة الأرض ، عقده ليبدو أجمل .وبقي الأرنب بلا ذيل .
بدأ الكلب والقط يتعاركان لمعرفة من منهما له أجمل ذيل . وفي الأخير ، تمكّن الكلب من القط وقضم طرف ذيله فاقتلعه . فرّ القط إلى الشجرة .ومنذ هذا اليوم ، يفضل القط الهروب من الكلب. التقط الأرنب طرف ذيل القط وألصقه في مؤخرته ، وهذا ما يفسّر لماذا يبدو ذيل الأرنب قصيراً جداً .
No comments:
Post a Comment