قصة قصيرة بقلم: مونا جاردنر
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
جرت
أحداث هذه القصة في الهند. أقام السيد واينز- أحد كبار موظفي الإدارة
الاستعمارية- حفل عشاء ضخم حضره لفيف
من كبار ضباط الجيش وموظفو الحكومة وبعض رجالات السلكالدبلوماسي برفقة زوجاتهم. كان من بين الحضور عالم أمريكي متخصص في علوم الطبيعة البيئية بحيواناتها ونباتاتها. جلس الجميع في صالة الطعام الرحبة الفخمة التي كانت أرضيتها من رخام عار ليس فوقه بساط أو سجاد، وذات عوارض خشبية وأبواب زجاجية كانت مشرعة تفتح على شرفة واسعة.
من كبار ضباط الجيش وموظفو الحكومة وبعض رجالات السلكالدبلوماسي برفقة زوجاتهم. كان من بين الحضور عالم أمريكي متخصص في علوم الطبيعة البيئية بحيواناتها ونباتاتها. جلس الجميع في صالة الطعام الرحبة الفخمة التي كانت أرضيتها من رخام عار ليس فوقه بساط أو سجاد، وذات عوارض خشبية وأبواب زجاجية كانت مشرعة تفتح على شرفة واسعة.
احتدم
نقاش حامي بين ضابط برتبة عقيد وفتاة في مقتبل العمر كانت تصر على ان
النساء قد شببن عن الطوق وتخطين تلك المرحلة التي كانت فيها الواحدة منهن
تقفز مذعورة على أقرب كرسي وهي تصرخ عندما تلمح فاراً صغيراً يجوس في
المكان. كان العقيد يكرر باستمرار أن ذلك ليس
بصحيح. قال بصوت
واثق حاسم: " إن رد فعل المرأة الذي لا يتبدل أبداً عند تعرضها لخطب ما هو أن تصرخ. عادة ما يحس الرجل بأن عليه أن يصرخ هو أيضاً، بيد أنه يتمتع بما يساوي حبة الخردل وزناً من القدرة الإضافية على التحكم في أعصابه، وحبة الخردل هذه هي التي تصنع كل ذلك الفرق بين الرجال والنساء".
واثق حاسم: " إن رد فعل المرأة الذي لا يتبدل أبداً عند تعرضها لخطب ما هو أن تصرخ. عادة ما يحس الرجل بأن عليه أن يصرخ هو أيضاً، بيد أنه يتمتع بما يساوي حبة الخردل وزناً من القدرة الإضافية على التحكم في أعصابه، وحبة الخردل هذه هي التي تصنع كل ذلك الفرق بين الرجال والنساء".
لم
يشارك العالم الأمريكي في النقاش، بل اكتفى بمراقبة ما يتبادله المتناقشون
من حجج وآراء. فجأة لاحظ أن تعابير وجه زوجة مضيفهم بدأت تتبدل. تسمرت
نظرتها للأمام دون حراك، وبدا على عضلات وجهها تقلص طفيف. أشارت بحذر إلى صبي هندي كان يقف خلفها ويقوم بخدمة الضيوف بأن يقترب منها، وهمست في
أذنه ببضع كلمات قليلة. اتسعت عينا الصبي من الدهشة وانصرف من الغرفة على
عجل.
لم
يلحظ أحد من الضيوف – عدا العالم الأميركي- ما حدث
للتو، ولا عودة الصبي
الهندي وهو يحمل صحناً به لبن ويضعه في الشرفة بعيداً عن أبواب الغرفة
المشرعة.
خطر
للعالم الأميركي على الفور أن هنالك حية من نوع الكوبرا في الغرفة، إذ أن
الهنود يضعون صحن اللبن كطعم لإخراج الكوبرا. جال ببصره في الغرفة وثبت
نظره على أكثر الأماكن احتمالاً، وهي العوارض الخشبية، بيد أن الكوبرا لم
تكن معلقة
هنالك. جال ببصره في ثلاثة أركان في الغرفة، وارتد إليه بصره خاسئاً وهو حسير، بينما وقف الخدم في ركن الغرفة الرابع استعداداً لتقديم طبق الوجبة التالي. لم يتبق أي مكان آخر يمكن للكوبرا أن تختبيء فيه عدا تحت الطاولة. خطرت بباله للحظة عابرة أن ينتفض قائماً ويصيح برفاقه منبهاً لهم، بيد أنه تذكر أن أي حركة مفاجئة ستخيف الكوبرا وتحفزها للهجوم والعض.
هنالك. جال ببصره في ثلاثة أركان في الغرفة، وارتد إليه بصره خاسئاً وهو حسير، بينما وقف الخدم في ركن الغرفة الرابع استعداداً لتقديم طبق الوجبة التالي. لم يتبق أي مكان آخر يمكن للكوبرا أن تختبيء فيه عدا تحت الطاولة. خطرت بباله للحظة عابرة أن ينتفض قائماً ويصيح برفاقه منبهاً لهم، بيد أنه تذكر أن أي حركة مفاجئة ستخيف الكوبرا وتحفزها للهجوم والعض.
قال
للجميع بهدوء بالغ: "أود أن أعرف أيكم أقدر على السيطرة على نفسه. سوف أعد
من واحد إلى ثلاثمائة. سيستغرق ذلك خمس دقائق. يجب أن يظل كل واحد منكم في
مكانه دون أدنى حركة. من سيتحرك قيد أنملة سوف يغرم خمسين روبية. هل أنتم
مستعدون؟.!"
تسمر
الجالسون حول الطاولة في أماكنهم كالخشب المسندة، بينما مضى العالم
الأميركي يعد كان يقول "...مائتين وثمانين..." عندما لمح بطرف عينه
الكوبرا وهي تخرج من تحت الطاولة
وتزحف نحو صحن اللبن. صرخ الجميع عندما قفز من كرسيه وجرى ليغلق باب الشرفة ويؤمن الموقف.
وتزحف نحو صحن اللبن. صرخ الجميع عندما قفز من كرسيه وجرى ليغلق باب الشرفة ويؤمن الموقف.
سر مضيف الحفل وقال بزهو عظيم: " لقد صدقت يا أيها العقيد. لقد أثبت لنا رجل للتو أي الجنسين أكثر قدرة علي السيطرة التامة على نفسه" .
أسرع العالم الأميركي بالرد وهو يرنو بنظره إلي زوجة المضيف: "دقيقة من فضلك. يا سيدة واينز. كيف عرفت أن الكوبرا موجودة في الغرفة؟"
رسمت المرأة على وجهها ابتسامة صغيرة قبل أن تجيبه قائلة: "لأن الكوبرا كانت تزحف على قدمي".
Mona Gardner مونا جاردنر (1900 – 1981):
أديبة اميركية ولدت في سياتل بولاية واشنطن في الولايات
المتحدة، وكانت تكتب رواياتها وقصصها القصيرة عن ما تراه وتسمعه في البلدان التي زارتها مثل جنوب أفريقيا، الهند، تايلاند، ماليزيا وهونج كونج، بل سمت إحدى رواياتها "هونج كونج". نشرت قصصها القصيرة في كثير من المجلات الأدبية المشهورة مثل نيويوركر وغيرها.
المتحدة، وكانت تكتب رواياتها وقصصها القصيرة عن ما تراه وتسمعه في البلدان التي زارتها مثل جنوب أفريقيا، الهند، تايلاند، ماليزيا وهونج كونج، بل سمت إحدى رواياتها "هونج كونج". نشرت قصصها القصيرة في كثير من المجلات الأدبية المشهورة مثل نيويوركر وغيرها.
القصة القصيرة حفل العشاء كتبتها عام1941، تحمل الكثير من المعاني والآراء المسبقة عن تفوق الرجل على المرأة.
في المواقف الحاسمة، مِن النساء مَن تفوق قدراتهنَّ العقلية على التحكم بأعصابهنَّ، كثيراً من الرجال الأشدَّاء. والدليل أمام حادث يتعرض له الطفل، إذ يمكن أن يقف الأب مذهولاً بينما تعرف الأم تماماً ما يجب أن تفعل لإنقاذ طفلها
ReplyDeleteجميل
ReplyDeleteجميل
ReplyDeleteهل هناك امتحان اختيار من متعدد على هذه القصه
ReplyDelete